في يومٍ آخر ..
و صباح آخر ..يصرخ فيه الهدوء و يعذب البرد كل حي و الأمطار غزيرة و هذا ما يعطي للمكان منظراً كئيباً
انطلق هاياتي للمدرسة و أراشي للجامعة و خرج هاريكي لعمله، أما سايت فقد بقي في غرفته يحدق بسقفها مستلقياً على سريره واضعاً يده خلف رأسه و ساق فوق ساق
لقد كان يفكر بل كان غارقاً في التفكير يحدث نفسه قائلاً :
- ما الذي علي فعله ليعيش أخي كما يعيشه أي ولد عادي بدون عذاب يتمتع بالدفئ و الحنان، أشتكي بأمره لشرطة ؟، لن يصدقوا دون دليل و الدليل كيف سأحصل عليه ؟، أصور أبي و هو يعذبه مثلاً ؟، أو أسجل تسجيلاً صوتياً لصياح هاياتي كل ليلة ؟، أم أخذه معي بحيلةٍ ما و أريهم الندوب الفضيعة التي في جسمه !؟، آخٍ يا دماغي و بعد إذا فعلت ؟!، أخشى أن أبي يؤذي أي أحد منا أو يؤذيه هو ؟، أو بربما يقتله أصلاً ياله من أبٍ متوحش !! تباً .. اللعنة !! .. سحقاً !! بئساً !!
وقف بغضب و أسقط كل أغراض مكتبه أرضاً و ضرب يده بمكتبه و بيده الأخرى قلب كرسيه رأساً عن عقب ثم خرج من غرفته و دفع بابها و رائه بغضبٍ و عنف
سمعت الأم صوت انغلاق الباب بتلك القوة فأطلت من المطبخ و هي تمسح يدها المبللة بالماء في مأزرها قائلةً :
-ما الأمر ؟، ما بك يا سايت ؟
-{ تنهد بقوة } : لا أدري لا ينقصني إلا سؤالك الغبي الآن !خرج و هو ملتهب من الغضب و بقيت الأم صامتةً أمام رده الفظ ذاك
مجدداً انتهى به الأمر جالساً كالعادة في ذلك المقعد دون قصدٍ منه، كان يبدو مهموماً أكثر من العادة و ماهي إلا لحظات إذا به يرى شخصاً جالساً بجانبه فجأة فإلتفت ليجدها تلك الإمراة مرة اخرى، فتح عينه بوسعها و فرك فروة شعره من الخلف بسرعة ثم قال :
-أوه هذه أنت من جديد ؟!، أ -أقصد أهلاً بك !
-{ ردت عليه و هي تقترب من وجهه } : لما كل هذا الهم على وجهك !؟
- { تراجه بوجهه للخلف بخجلٍ و توتر } : ها؟، أي هم ؟!، هه لا لا بلعكس أنا بخيـ
-{ قاطعته } : كفاك كذباً أيها الطويل الوسيم سايت، هل يمكنك أن تخبرني ما سبب كل هذا الحزن لأن القلق قد إنتابني منذ فترة طويلة، ألم نعد أصدقاء بعد ؟
- { تنهد ثم إتكأ على الكرسي } : في الحقيقة، لا أعرف من أين أبدأ، كما أنها المرة الأولى التي أتحدث فيها مع سيدة ...
-{ نظرت له بغرابة } : سيدة ماذا ؟ هل أبدو كبيرة بلباس العمل هذا !؟ انني لا ابلغ سوى 21 لازلت آنسة !، بحقك هل تقصد اني عجوز ؟، سأبكي و أغرقك بدموعي !
- { ضحك سايت بسبب الملامح المضحكة التي في وجهها ثم قال } : لا، لا أقصد أنك عجوز، أنا آسـ
-{ قاطعته } : إذا كان الأمر مزعجاً فأنا آسفة على الإزعاج و سأذهب بسرعة