تسمر الجميع بمكانه بمجرد سماع صوت الباب كان هاياتي ينهج خوفاً و ازداد رعباً لسماع وقع أقدامه أثناء صعوده الدرج إلى أن وصل للمطبخ قائلاً :
-تباً لتلك الشركة الغبية !!
-{ ردت زوجته بتوتر } : أوه، لماذا خرجت مبكراً ؟!، أ .. أقصد هذا جيد .. لا تهتم لغبائهم، الـ المهم أنك عدت سالماً، هيا اذهب غير ثيابك، العشاء جاهز ...استدار هاريكي ليذهب كي يغير ثيابه حتى توقف و استوعب ثم استدار نحوهم بسرعة بعينين واسعتين و غضب شديد، قال بعد تمعنٍ مرعب :
-ها ؟! ما الذي تراه عيناي الآن ؟!، ما الذي جاء بهذا الصرصور القذر المقزز هنا ؟!
-{ ردت مارينا واقفةً بشكلٍ سريعٍ و توتر } : أ .. أرجوك هاريكي أتفهم الخطأ خطئي لكن أرجوك دعه يتعشى معنا هذه المرة فقط اتوسل إليك ! و في المرة القادمة سوف أضع له عشائه في غرفته هذا وعد !صمت هاريكي و لم يقل شيئاً ثم ذهب ليغير ثيابه بملامح حقدٍ شديد يسيطر على وجهه
وافقَ .. هذا ما ظنه الجميع، لكنه عاد بعد ثوانٍ حاملاً بيده أصفاد و صحن بلاستكي بلونٍ أحمر و دخل للمطبخ بإبتسامةٍ خبيثة قائلاً :
-هيا قف قف ! و تقدم أمامي، قلت لك قف !!
الخوف سكن قلوب الجميع من ما جعلهم متيبسين في أماكنهم
وقف هاياتي من مكانه و راح يقترب بإرتباك و بطئ فصاح هاريكي قائلاً :
-تحرك بسرعة !!
اهتز هاياتي بأكمله بمجرد سماع صيحته و اقترب بسرعة فرفع هاريكي يده حاملاً بها الصفدات لينكمش الفتى وحده و يرفع يده ليحمي نفسه ظنناً أنه سيضربه
عندها وضع الأب الطوق على عنق هاياتي و قيد يديه بعد ذلك ركله على صدره ليجعله مبطوح الأرض ثم جره نحوه، وقف هاياتي ليمشي فصرخ هاريكي :
-لا تقف أيها الأبله امشي مثل ما تمشي الأنعام !
قهقه هاريكي من أعماق قلبه عندها مشى المسكين كما أمره والده و البقية ينصتون بصمتٍ و ألمٍ و حزن
أمسك الأب صحن الفتى المليء بالحساء و سكبه في ذلك الصحن البلاستكي قائلاًً :
-هذا الصحن البلاستكي صنع خصيصاً لأمثالك أنه صحن لا يكل فيه سوى الكلاب !، نعم الكلاب و أنت أسوء من كلاب و الخنازير !
كسرت هذه العبارات خاطر هاياتي الصغير و هذه الكلمات و هي التي جعلت العجوز أثناء رويه لهذه القصة يبكي كالطفل الصغير و كأنه لازال يعيش كل تلك الأحداث المؤلمة