العائلة
قد لا تكون دائماً هي التي تبنينا تحن علينا و تصنع لنا الأمانفأحياناً تكون هي السبب في تدميرنا، سقوطنا و خوفنا
فقلوب الناس تختلف هناك من تعميه الكراهية و هناك من يحب أن يجعل ابنائه يعانون كما قد عانى بصغره و هناك العكس تماماًهذه الدنيا متوازنة فكما هناك الجيد هناك السيء
نامت اراشي في فراش صديقتها العزيزة الراحلة ليلة أمس إلى مطلع الفجر حيث فتحت عيناها على الضوء الساطع النابع من نافذة الغرفة
أحست فجأة بأنها كانت تشاهد كابوساً و أنها لازالت تمسك بيد صديقتها الناعمة الدافئة فوقفت بسرعة متفاجئة تنظر حولها حتى تجد نفسها وحيدة كوحدة زهرةٍ قد نبتت في قلب الشتاء
عانقت ساقيها بصمتٍ و حزن و بينما تفكر دق باب البيت بقوة فوقت اراشي بسرعة من الفراش لتفتحه حتى وجدت بأنه المحقق ينتظرها عند الباب و خلفه سيارته و قد أخبرها بأنه قد جاء و برفقته عم ميريندا و عمتها لأجل ملكية البيت
وسعت اراشي لهم الباب ليدخلوا جميعاً بعدما أخذت اراشي سترة صديقتها معها من خزانتها كذكرى ثم لبستها و توجهت لبيتهم و بينما تغادر كان المحقق هاياتي ينظر إليها بتمعن و كأنه يفكر ملياً
عند دخول اراشي بيتهم سمعت صوت نواح هاياتي الذي كان أقوى من أي مرةٍ سابقة لكن اراشي تلقائياً من كثرت السنوات التي عاشت فيها على روتين ما يحصل معه لم يكن الأمر غريباً عليها و لم تتسائل
صعد اراشي و مرة اخرى لم تجد والدتها بعدما تفحصت كل أنحاء البيت، حتى أن غرفة والديها لازالت بنفس تلك الفوضى التي تركتها عليه آخر مرة
نزلت اراشي بسرعة و خفه لتخرج من بيتهم تركض نحو أحد جيرانهم تطرق بابهم
فتحت امراة سمينة تلبس فستاناً أزرق مزخرف قائلةً :
-اراشي أهلاً بك حبيبتي كيف حالك ؟!
- { ردت اراشي بهدوء }: أريد أن أسألك لو سمحتي
- طبعاً تفضلي
- هل باتت أمي عندكم قبل ليلة أمس ؟
- { باستغرابٍ قالت الإمراة } : لا، السيدة مارينا لم تزرنا منذ فترة، هل هناك شيء ما عزيزتي ؟
- { نظرت اراشي جانباً ثم إليها } : لا، لا شيء سيدتي، شكراً لكاستدارت اراشي مستعجلةً ليمينها كي تذهب عند جيران آخرين ففتح هذه المرة رجل ذو شعرٍ أبيض يلبس نظارات و زوجته من الخلف، قالت اراشي :
- سيدي سيدتي أرجو أن لا أكون قد أزعجتكما لكنني أرغب بسؤلكما
-{ رد السيد } : تفضلي ماذا هو السؤال ؟
- هل زارتكم أمي قبل أمس ؟
-{ ردت السيدة } : لا لم تأتنا من مدة، أظن شهرين أو اربع تقريباً
-حسناً شكراً لك سيدتي، شكراً لك سيدي