ظلام يلف المدينة و غيوم تحجب السماء و ليلة بلا قمر
قطط سوداء تتجول في الشوارع و كلاب تنبح كأنها ترى شيطاناً :
- أبي، تأكد من أنه لا توجد وحوش تحت سريري ...
نزل الأب لينظر تحت السرير ليرضيه .. فرأى واحداً آخر من ابنه تحت الفراش يقول له همساً و هو يرتجف :
- أبي هناك شخص ما في سريري ! ...
كان هذا كابوساً قد راود هاريكي بعدما زج بـ هاياتي في القبو الذي تحت بيتهم كما أخبرهم سابقاً و كانت تلك الليلة ما قبل الزفاف
طبعاً قد مرت الخطبة التي كانت منذ شهر وقد حان الزفاف بعد مرور ثمانية أشهر
مرت الخطوبة بشكلٍ عاديٍ جداً و كان هاياتي حاضراً فيها.
في يوم الزفاف
و عند الصباح الباكر تمام الساعة الخامسة صباحاً حيث كان هاريكي يقف أمام تلك الشرفة المملوئة بالذكريات مجدداً يتذكر الكابوس الذي رآه وسط برودة الجو و نسيمه مراقباً للفجر و هو يبزغ فجاءته زوجته مارينا تدعك عيناها متثائبة و تمشي ببطئ نحوه :- صباح الخير عزيزي !
-صباح الخير ..
-{ عقدت مارينا حاجبيها مستغربة و هي تنظر لملامح وجهه } : نبرت صوتك مختلفة، لا تبدو بخير هل هناك ما يقلقك ؟ ..
-{ تنهد } : لا، لا شيء ..
-عزيزي؟ هل تخفي على زوجة تعيش معك منذ سنوات ؟
- { التفت إليها بانفعال } : قلت لا شيء !!فجأة ضرب صدر مارينا ألماً مبرحاً و راحت تسعل و هي تشد به بيدين يرجفان من هول الحالة التي داهمتها فانهارت و سقطت جاثيةً
تفاجئ هاريكي و مسك بها بسرعة و مددها على ذراعه قائلاً :
- مارينا هل أنت بخير ؟! أنا آسف لصراخي عليك ..
- { فتحت مارينا عيناها بجبينٍ يتعرق مكابرةً بضحكة } : لا، لا لابأس أظنني أصبت بنزلت بردٍ شديدة فحسب سأخذ من بعض الأدوية التي لدينا في البيت، أعلم أنك قلق بشأن الزفاف اليوم، أرجوك لا تقلق كيفما كانت الأحداث أنت ستواجهها بلا شك و لن يحدث لك مكروه لأنك أهل لهاربتت على كتفه ثم عانقته بدفئ و قبلت خده ثم اتجهت نحو المطبخ و بقي وحده بتلك الشرفة يلعب الريح بثيابه و ما أن اقترب من الشرفة و نظر صدفة لأسفل الحديقة حتى يخيل له منظر جثت زوجته ماياكا و لكن هذه المرة كان جسدها فقط و ملامحها ملامح مارينا انتفض من مكانه و تراجع ثم سقط أرضاً يزحف للخلف
سمعته مارينا فهبت مسرعةً إليه ممسكةً بيده قائلةً:
- هاريكي ما الأمر ؟!