جميعنا نقول ليت العالم ممتلئ بالأمان و بالحب و الصدق، خالي من الصراعات و الأحقاد، لا ظروف قاسية و لا أمراض، لا تعب و هم، كان سيكون جميلاً كالجنة
حقاً ليس هناك أسوء من أن يكون المرء بحالةٍ صحيةٍ سيئة فتعاقبه الظروف بقسوةٍ كأنها تمنعه من الراحة و تزيده سوءاً كذلك السادي الذي يستمتع بالتعذيب و يتفنن به ليرضي رغبته
و عند الأحداث خلع سايت باب الحمام بعدما كسر المقبض و دخل متهجماً على والده ليبعده و يوقفه على ما يحاول فعله لزوجته
دفع سايت بوالده بعيداً بينما يصرخ عليه و يلكم صدره و وجهه
اسرعت رينيس للفوطة لتستر نفسها و تختبئ خف ظهر زوجها الذي انقذها قبل أن يتشوه وجهها و شرفها
شد هاريكي بثياب سايت وبادله الدفع و قد كانت دفعة هاريكي أكثر قوة فلم يتحمل سايت ذلك فأنفاسه قد قطعت و انتابته نوبة سعال يخرج معها دماء كثيفة
لحظتها بالضبط دخلت مارينا تصرخ بغضب بعدما رأت الوضع :
- ما الذي يحدث هنا !؟
أسرعت رينيس إلى سايت بعدما امتلئت الأرض بدمائه فأمسك سايت بها و دفعها بقوة خلفه و الغضب الشديد يكاد يمزق شرايين قلبه ثم استجمع آخر قوته و وقف يصرخ على والده و يؤنبه بشدة
ذهبت مارينا بسرعة أيضاً إلى سايت محاولةً تهدئته لكن فجأة سعل سعالاً لم يسعله من قبل وقد كان سيئاً جداً من ما جعله يسقط جاثياً صامتاً مطأطأ الرأس شفاهه أزرق اللون و وجهه شاحب
خفت رينيس و والدته عليه و كانا لا يكفان عن الكلام فصاح هاريكي يقول :
- خذوه من أمامي !، خذوا هذا اللعين المتسرع الذي لا يدرك أن ساقطته هي من أثارت بي كالشيطان و كادت أن توقعني في الخطأ الفادح !، عندما سَمِعتْ وقع أقدام زوجها ادعت الشرف !
- { ردت رينيس و هي تصرخ } : كاذب كاذب كاذب !، أنت من تهجمت علي و أغلقت الباب محاولاً الإعتـ ء
قطعت كلامها عند سماعها لزوجها يتحدث بصوتٍ تسكنه الرعشة كشخصٍ كان يمشي في بردٍ قارس :
-أ...اراشي ... أيـ ... أين .. اراشي ...أريد ... رؤيتها
-{ ردت مارينا بفزع و توترٍ شديد } : بني أنها في العمل الآن !! لكن لا تقلق سأجعلها تأتي حالاً أعدك فقط اهدأ
-{ أمسكت رينيس بذراع زوجها } : سايت أرجوك لا تصدقه و لا تضغط على نفسك أكثر، سنتحدث عن الأمر حينما ترتاح
اندفع هاريكي إلى وسطهما و حمل سايت بين ذراعيه و انطلق خارجاً به من الحمام ثم يصعد لغرفته بسرعة فلحقت زوجته به بعدما لبست ملابسها أما مارينا فقد ذهبت لتتصل بأخته بينما الخوف يجمد أطرافها
