جہنازة أخہينا

131 21 75
                                    

اتمنى أن لا احرم أو تحرمون من عزيزكم و يبقيه دوماً بين أعينكم وسط أحضانكم بكامل صحته و عافيته لأن ألم الفقدان، لا يحكيه إلا قلب قد ذاقه و يعاني منه و شاب شعره وذبل وجهه من لأجله

عند تلك اللحظة تعالت صيحات اراشي و بكائها على رحيل أخيها الكبير العزيز أمام عيناها

بعد ذلك دخلت زوجته لتلقي نفسها بأحضانه تبكي أيضاً، أما مارينا فقد كانت صامتاً منصدمة متشنجة تحدق في إبنها الغالي، ياله من موقف لا يحسد عليه

و عندما دق منتصف النهار اتصلوا بالإسعاف لينقلونه إلى المستشفى ليرقد داخل ثلاجةٍ باردة حتى طلوع يومٍ جديد

كانت ليلة مختلفة و متجمدة ذات صقيعٍ لا مثيل له، ليلة بدون وجود سايت

كان الإحساس أسوء من سابقته عندما كان يرقد في المستشفى، فهذه المرة يرقد فيها ميتاً

في نفس الليلة حيث كانت الزوجة تنام في مكان زوجها غارقةً بدموعها معانقةً لثوبه و مارينا في سريرها جالسةً لا تزال شاردةً في صمت الصدمة كان هاريكي يغط في نومٍ عميق بعدما أفرغ كل غضبه و حزنه على جسد هاياتي العزيل

بعد وقت خرجت اراشي من غرفتها بقلبٍ محطم و عينان منتفختان و وجهٍ ممتلئ بآثار الدموع الجافة من كثرت البكاء اتجهت لعند القبو تحمل مفتاحه الذي استغلت وضع عدم وجود أبيها في البيت في الصباح و أخذته من خزانته

اتجهت اراشي إلى القبو المظلم و فتحته ببطئ و دخلت ثم راحت تبحث عن هاياتي وسط معدات التعذيب و الأسلحة إلى أن وجدته أرضاً مربوط بالسلال جاثياً على ساقيه مطأطأ الرأس

و ما أن لمحت اراشي أخيها اقتربت منه بهدوء و وضع يديها على خديه :

- اتمنى اني لم أخفك أو أصدرت صوتاً، ثم سحقاً لكل هذا !، من أين يأتي أبي بكل هذه المعدات الخطيرة الشيطانية ؟!

مسحت اراشي دماء هاياتي من على وجهه بمنديلها و حاولت جعله يستفيق

هكذا بعد ثوانٍ استيقظ ثم انتفض من بين ذراعيها مبتعداً و يرتعش، قالت اراشي له بصوتٍ هادئ :

- هاياتي ! أعلم أن المكان مظلم لكنني أستطيع رؤيتك و أنت تستطيع، افتح عيناك جيداً فأنا اراشي أختك الكبرى و وسطة
-{ فتح هاياتي عيناه و ما أن رأها تنهد قائلاً } : ظننتك أبي قد ... عاد ليطعمني الأدوية غصباً مجدداً
- { قالت اراشي مندهشة } : يطعمك أدوية ؟، أيت أدوية ؟
-{ هز هاياتي رأسه موافقاً و بصوتٍ مبحوح قال } : لا أعرف بالضبط، لكنه يأتي بكيس كبير إلى هنا كل مرة، لا أدري أين هو الآن، ثم يفتحه و يبرحني ضرباً و يجبرني على بلعها أو يقوم بفتح فمي بأحد المعدات الإجرامية الحادة لدرجة أن شفتاي و فمي من الداخل مجروحان بشدة
- { قالت اراشي و هي ترجف } : و لكن يا هاياتي ماذا تفعل لك هذه الأدوية ؟!
-انها تسبب لي ألم لا يوصف و بعدما يجبرني أن أشرب كميةً كبيرة من المياه أو تلك المشروبات الغريبة أو أكل امور مقرفة المذاق يسمعني اجمل و اروع الكلمات المهينة، بدأت أحس بأن أحشائي ستذوب يوماً ما
- تباً !، لم أكن أعلم بكل هذا !
- أكثر ما أكرهه أنه يأتي ليضمد جروحي، و باليوم التالي يقوم بجرحي جروح أخرى فوق الجروح القديمة، انه لا يتوقف عن جلدي كل ليلة، تألمت حتى تبلد شعوري بالإحساس

MY FATHER KILLD ME || أبـــي قتلنــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن