مرض و غم، أعنف و ألم، خوف و رعب، أي حياةٍ تعيسةٍ هذه ؟!
استمر هاياتي بالتخفي داخل أحضان مارينا إلى أن خلع والده باب غرفته، مجنون أليس كذلك ؟
مدت الأم يدها محاولة أن تبعد ذلك الوحش الهائج لكنه أمسك معصمها بقوة ليضربها بعنف على خزانة هاياتي للملابس
بدأ الأب يقترب شيئاً فشيئاً إلى هاياتي و هو بقمة الغضب، في الوقت نفسه لبست اراشي ملابسها و وضعت سماعات بأذنها ثم رفعت صوت أغنية الروك المظلمة و توجهت للنزول أسفل بيتهم و الخروج منه
ستخرج رغم أنه ليل، المهم لها أن تهرب من جو الرعب الذي يدور بأسرتها
و قبل خروجها لمحت قطرات دماء كبيرة بدايتها من المطبخ إلى الحمام فإعتقدت أنها نابعة من اصابة هاياتي أثناء العراك
فإتكلت بهذا على والدتها في الإعتناء به لذلك تابعت سيرها للأسفل و هي تجري و تجري مع أغنية الروك العنيف ذاك و الذي يحوم حول رأسها و يجعل العالم خلف السمعات مأساوي جداً و خانقٌ للأنفاس ممزقاً للمشاعر
أمسك الأب عنق هاياتي مجدداً قائلاً :
- ليتني أطبقت على أنفاسك من أول يوم رأيتك فيه، ليتني قتلك ليتني دمرتك !، لكن أقسم لك أنني سأدمرك و سأحطمك كما حطمتني !!
-{ صاحت مارينا } : هاريكي ما الذي تتفوه به دعه و شأنه أنا أرجوك !توجه الأب نحوها ليسحبها من ثيابها ثم يرمي بها خارج الغرفة لكنها وقفت مجدداً و قامت بالدخول فبقيت تتعارك معه فجأة سمع كلٌ منهما صوت سعال نابع من الحمام فتوجها مسرعان ليستفسرا الأمر
و قد وجدا سايت غارقاً بدمائه و هو يشد صدره جاثياً على ركبتيه فصاحت الأم منفجعة راكضةً إليه :
-ما بك سايت ما الأمر ؟ ماذا فعلت بنفسك ؟ تكلم !!
توجه هاريكي نحوه و حمله بكلتى ذراعيه و أنزله خارج بيتهم في الحديقة بسرعة دون أت يقول شيء، فلحقت مارينا به بعد ذلك
ظنت انه سيأخذه للمستشفى فوجدته يحاول أن يساعده على المشي و تنشق الهواء فقالت له منفعلة :
-ما الذي تفعله عندك !؟
-أحاول أن أجعله يمشي و يتنشق الهواء ربما كان قلقاً قليلاً !-{ ردت مارينا بدهشة } : قليلاً ؟؟، قليلاً فقط بربك !؟، ما فعلته يخمد الأنفاس لا يقلق فقط !، هل رأيت نفسك !!؟؟ قد كنت تشبه الوحش المفتـ
قاطع كلامها ميلان جسد سايت للأسفل لكن سرعان ما أمسك به والده
كان جسد سايت يبدو بارداً جداً و شفتاه زرقاء اللون لقد كان كالتمثال بلا حركة وضعت مارينا رأسها على صدره لتسمع نبضه