تفاجئ الجميع بما فعله هاريكي فصرخ سايت بإنفعالٍ شديد يقول :
-ما هذا يا أبي كفاك جنوناً و فك هذه القيود السخيفة عن هاياتي حلاً !!
-{ صاح هاريكي } : اخرس !، هل تصرخ على والدك؟، إياك و هذا لأنه مهما علوت فلن تعلوا على والديك، افهمت ؟!، و الآن اخبروني ما رأيكم ألا يبدو جميلاً جداً ؟!، سيكون هكذا كل يوم بعد خروجه من المدرسة و لا أفكها منه إلا عند ذهابه إليها !
-{ قالت مارينا } : أرجوك هاريكي توقف، توقف و دعه و شأنه انا أتوسل إليك !!
-{ رد عليها بإنفعال } : هذا ليس من شأنك !، لا يتدخل أحد في ما أقوم به و إلا و قسماً لسأدمر هذا الصغير القذر أمام أعينكم !!قالها و هو يضرب هاياتي بقوة ساقه على بطنه ليسقطه أرضاً يتلوى من الألم
صمت الجميع و ذهبوا تاركينه عاجزين على فعل أي شيء قد يقدم الخلاص لذلك الفتى الذي يعيش على الجمر
كان هاياتي يتعذب من القسوة و الوحدة التي يبقى فيها دوماً فشده هاريكي من التوق ليسحبه إلى غرفته ثم يرميه وسطها و أحكم ربطه ثم أقفل عليه بحبلٍ حديدي يصل لنافذة الغرفة
ثم اقترب حيث فراش هاياتي و أخذ يرميه هو غطائه خارج غرفته حيث الرواق
بعد ذلك دمر مكتبه الدراسي و حطم كل شيء لم يترك له سوى خزانته و ثيابه كي يستعملها أثناء خروجه بأي لحظة
شاهد سايت و اراشي ما يقوم به والدهم المتوحش لأخيهما الصغير الذي لا حول له و لا قوة و أما مارينا فقد كانت تطبخ و تسمع ما يحدث بينما يدخل حزن شديد في قلبها و يمزقه بشراسة ...
عم الهدوء ..
هدوء غريب ..
هدوء و كأنها مقبرة ..
إلى أن سمع الجميع صوت المجلد ينضرب بالحائط يميناً، يساراً !تسارعت نبضات الجميع و كأنهم يشاهدون أو يسمعون لفلم رعب من بعيد ثم تعالت صيحات هاياتي المتألمة بعد مرور المجلد على مناطق جسده الهش الصغير
أصبحت مارينا ترتعش من الأعصاب و التوتر و القلق لدرجة أنها قد جرحت يدها أثناء تقشيرها لأحد الخضار بدون احساس فأسقطتها من يدها و هي تنظر منصدمةً لدمها تسيل، فلم تعد تتحمل و أطلقت العنان لدموعها المحبوسة بداخلها
كانت اراشي تدفن نفسها داخل سريرها و وسادتها على رأسها و السمعات ذات الصوت المرتفع بأذنيها كعادتها
أما سايت كان يقف بالرواق قرب تلك الغرفة التي أصبحت غرفة مناسبة لتعذيب بنسبة لـهاريكي