قبل الإقدام على كل حلم و رغبة و فعل على المرء أن يتحلى بالشجاعة و الإرادة ليفعل ما يريده لأن الجلوس متذمراً خائفاً مستصعباً لا يجعل من الإنسان إلا حالماً في شيء لا يتحقق و أفعالٍ غير مكتملة و رغبةً متلاشية
جلست ميريندا مع اراشي يحتسيان الشاي الدافئ اللذيذ الذي يحرك الدورة الدماوية في عروقهما المتشنجة، كانت ميريندا تسمع لقصة صديقتها و بعد انتهائها قالت بحزنٍ و حسرة :
- أنا حزينة جداً من الذي يحصل معك حقاً، متأسفة جداً يا اراشي أرجوك لا تحزني، أخوك ارتاح حقاً من وحشية والدك الذي لا يملك أي ذرة إنسانية في قلبه، المحزن و المألم و الذي يتوجب البكاء عليه هي أنت، نعم يا اراشي لأنك لازلت تعاني و تعاني بدون أي توقف، أنت و هاياتي ..
-{ نظرت اراشي للبخار الذي يخرج من كأس شايها } : ان مشاعري تتبخر يوماً بعد يوم، لقد فقدت انثاويتي، أحس أني لم أعد فتاة يا ميريندا، بل ولد بارد محطم محبط سوداوي ممتلئ بالشجون ...
-{ وضعت ميريندا يدها على يد صديقتها و شدتها } : لا هذا غير صحيح !، فرغم الضروف القاسية التي تعيشينها إلا أنك لازلت جميلة جداً كما عرفتك و لازلت أرى فيك الرقة، بل ازدتي جمالاً و عزماً، اياك أن تعتبريها مجاملة لأني سأكسر رأسك بقبضتي !
-{ تنهدت اراشي و أدارت وجهها لصديقتها بحيرة } : أخبريني ميريندا، كيف يمكنني انقاذ هاياتي ؟!
-{ فكرت ميريندا لبضعة دقائق ثم قالت } : أول شيء علينا فعله هو اقاف الممول في تعذيبه
-{ رفعت اراشي حاجبيها استغراباً } : الممول ؟!
- أجل و أقصد الغبي دومينيك !
-و كيف ذلك يا ميريندا ؟!، هذا صعب و مستحيل !
-{ اقتربت ميريندا من صديقتها أكثر }: اسمعيني جيداً هل تعلمين ما هو اليوم الذي اتفق والدك فيه معه بأن يلتقيان ؟
-{ نظرت اراشي جانباً } : حسب ما سمعته أنه يوم الأحد
- متأكدة ؟
- نعم متأكدة
-{ ضربت ميريندا قبضتها براحة يدها الأخرى بحماس } : جيد الساعة الآن تشير إلى الحادية عشر ليلاً و هذا يدل على أننا لازلنا بيوم السبت أليس كذلك ؟، عليك العودة إلى بيتكم غداً باكراً كي تراقبي حركات والدك و سأعطيك رقم هاتفي لتتمكني من أن تتصلي بي إن حدث شيء ما غريب، و عندما يلتقيان سأكون أراقبهما في المكان الذي أخبرتني بأنهما التقيا به و أنت من مكان آخر فقط احذري و لا تقدمي على شيء دون إستشارتي
-لكن من أين ستراقبينهم ؟!
-{ اغمضت ميريندا عيناها بإبتسامة ثم فتحتها }: لا تقلقي بشأن هذا فأنا محترفة في التجسس !
-حسناً و ماذا بعد ؟
-بعدما أن يأخذ والدك الأغراض علينا أن نتبع ذلك الرجل الغبي لنعرف مقره
-{ استغربت اراشي } : و لكن أليس هذا خطر جداً علينا ؟
-{ وضعت ميريندا كلا يديها على خصرها بإنزعاج } : إلى متى سنبقى هكذا ؟!، إن لم نجازف فثقي لن تستردي حق أخيك أبداً !، الخوف هو الوحيد الذي عطلكم في انقاذ اخيكم منذ زمن، لم تستطيعوا تجاوز الرعب الذي زرعه والدكم في أنفسكم
-{ أنزلت اراشي نظرها بحزن } : و ماذا عن دومينيك، أخشى أن يكتشف أمرنا ...
-و لكن اراشي هل نسيتي لأجل ماذا تعلمتي الكونغ فو !؟ أليس لأجل أن تدافعي على نفسك في المواقف العصيبة ؟!
-{ رفعت اراشي نظرها بنشاط كأنها استعادت شيئاً ضائع } : أجل معك حق !
- لذا لا تخافي أن اكتشف أمرنا فأنا و أنت سنبرحه ضرباً و نبلغ الشرطة عنه دون أن نقحم والدك و إن كان لهذا الرجل أتباع سنقضي عليهم معه أيضاً !
-{ شدت اراشي قبضتها بحماس } : سنفعلها سننقذ هاياتي و أحقق رغبة أخي سايتو في حمايته !
- { رفعت ميريندا يداها عالياً ببهجة } : أجل !!
- أتعلمي ميريندا ؟ أخطط بعد كل هذا بأن انسخ نفس مفتاح القبو الذي به أخي الصغير و أهرب أنا و هو و أمي من البيت عند غيابه و نتركه ليتعفن وحده هناك إلى أن يشيخ و يموت !
-سأساعدك على ذلك إن احتجتني !
-طبعاً سأحتاجك فأنت ذراعي الأيمن و نصفي الآخر
-{ عانقة ميريندا صديقتها } : أحبك جداً صديقتي !
-{ ردت اراشي العناق } : و أنا أيضاً
-أوه هيا اراشي عزيرتي لقد تأخر الوقت علينا النوم يجب أن نستيقط باكراً غداً لا تنسي