حہافہظہي عہلى أسہرتہنہأ

120 18 71
                                    

القلب القاسي قاسٍ و لن يستطيع أحد تغيره إلا شيء واحد و هو تأنيب ضميره و لكن هذا الأمر لا ينجح مع الجميع، فأكثريتهم بلا ضمير قلوبهم لا تبصر أبداً و لا يحركهم شيء، ؤلائك الموت لهم

جميعنا عصيب علينا نسيان شخصٍ عزيز، شخص عشنا معه كل حياتنا قد رحل و صعب التأقلم على عدم تواجده فتتحرك تلك التخيلات له كالأشباح في كل مكان، و هي دائماً ما تزعجنا و تحسسنا بتقصيرنا مع الراحل سواء فِعلنا معه إجابياً أو سلبياً

الأسوء من هذا هو أننا نتذكر بأننا لم نقدر الكلام معه أو رؤيته أو حتى نشم ريحله مرة أخرى و ما تبقى هو فقط الذكريات التي سببت في انتحار الكثير كونهم لم يتحملوها و لم يتحملوا الفراق و الوجع و العملاق الثقيل المدعو بالإكتئاب

بعد أسبوع بالضبط كانت الزوجة رينيس بصباح يوم الجمعة تجمع أغراضها و أشيائها و كل شيء بينما تمشي في البيت بسرعة و إنزعاج و مارينا خلفها تتكلم ثم تمسك بذراعها بغتةً لتوقفها :

- أرجوك رينيس لا تذهبي !،  أنت جزء منا الآن !، لا ترحلي أبقي معي !
-{ فكت رينيس ذراعها من يدها } : آسفة لكنني كنت فرداً منكم عندما كان سايت حياً، أما الآن ؟، أنا لا شيء !، مجرد ضيفة هذا إن كنت ضيفة، فأنا لا أعلم ماذا قد يحصل لي أيضاً بعدم وجود سايت
- لكن يا رينيس هناك نقطة لا تعرفيها هي أنه حي في قلوبنا !
-{ ضحكت رينيس ضحكةً جنونية بها هزة بكاء } : هذا النوع من الكلام للشعراء و ليس للأطباء، ما تقولينه مجرد كلامٍ هراأ !، فمن مات رحل و لن يكون حياً أبداً !!، هل تفهمينني ؟؟
-بلا يا رينيس أنت تتذكرينه و تحبينه فهذا يعني أنه حي و موجود بيننا و قد لا يعحبه ما تفعلينه الآن !، لذا اهدئي سأحميك بكل جهدي !
-{ وضعت رينيس يدها على كتف مارينا } : ما رأيك أن تبذلي جهدك في حماية نفسك أولاً

ابعدت رينيس مارينا عنها و التفت بظهرها تقول أيضاً :

- أنا لا أريد تذكر سايت !، لا أريد تذكره !، فـ فأنا أراه يمشي هنا و هناك !! هناك و هنا !، أحس بوجوده في سريرنا !، و عندما أتذكر و من قتله هو أنا !، أشعر بأني سأصاب بإكتئابٍ حاد !، اذا كانت الرابطة العائلية معدومة عندكم فهي عندي و عند سايت موجودة !
-{ طأطأت مارينا رأسها بحزن و قال بعيون منطفئة } : أنا أيضاً يا رينيس لست وحدك ستزول هذه الذكريات مع الوقت، أرجوك لا ترحلي !
-{ صاحت رينيس بأعلى صوتها } : تزول عندكم أنتم يا أصحاب القلوب الجافية !! أنا لا تزول !! و لن تزول !! و لن أتزوج بعده أبداً !! لن أفعل كما فعل زوجك المنحط !!، الشيء الوحيد الذي سأنساه هو هذا المكان سأغادر و لن أعود له أبداً !!
- { أمسكت مارينا بمعصم رينيس } : لدي سؤال لك قبل رحيلك، هل أنت حامل ؟؟ من فضلك أجيبيني !!
- { فكت رينيس معصمها مجدداً } : هل وفرتم له الراحة البدنية و النفسية لكي ننجب أيتها العائلة المتوحشية ؟!، هل تظنون بأن سايت لم يحكي لي في أول أيام تعارفنا عن التعذيب الذي يحدث للصغير هاياتي ؟؟، و عن الزوجة التي تزوجها ذاك الكلب المسعور الذي لا يتحكم في نزواته الشيطانية سيدة مارينا ؟؟، لا تسخري مني من فضلك !!، و دعيني أنقلع الآن من فضلك، اتمنى أن تنسوني جميعاً و لا أحد يحاول الإتصال بي لأني سأقطع عنكم قطعاً جذرياً !!

MY FATHER KILLD ME || أبـــي قتلنــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن