استيقظ هاريكي في الصباح الباكر جداً و قد لبس أحلى لباسٍ عنده و السعادة تغمره تعطر عدل ربطة عنقه و انطلق نازلاً من الطابق العلوي ليخرج
لمحته زوجته في صحوتها بسبب سماعها لوقع حذائه من الدرج أثناء نزوله بشكلٍ سريع كون هذا غرفة نومهما قريبة للدرج الذي يؤدي للأسفل حيث يوجد القبو ثم باب الخروج
وقفت من مكانها تهرول لتلحق به بشعرٍ منكوش و ثوب النوم الخفيف يتدلى عليها كما انها تدعك عيناها حفيةً صارخةً بفزع :
-هاريكي إلى أين أنت ذاهب بهذه الملابس ؟!
-{ التفت إليها } : ماذا ؟، سحقاً هذا ليس من شأنك !
-{ فتحت عيناها بالكامل دهشةً } : كيف ليس من شأني ؟؟، لقد مللت من قولك هذا !
-{ نظر إليها } : هه سأذهب إلى اللقاء ..التفت إلى باب الخروج فصرخت صرخةً حادة بإسمه و نزلت أرضاً زاحفةً تشد بنطلونه مقبلةً لحذائه جاثةً على ركبتيها قائلةً :
- إلى أين أنت ذاهب ؟، هل سترحل و تتركني بعد أن أنجبت منك طفلين ؟، ثم !! ... ثم لماذا تلبس ثوب خطبتنا ؟، أولست أنت من وعدتني أن تحبني أكثر من أهلي و تعوضني عن كل من فقدتهم ؟!، أرجوك أتوسل إليك لا ترحل !!
أمسك الزوج بها من شعرها و قرب وجهها إلى وجهه لتلتقي عيناهما ببعض في لحظات الصمت التي كانت فيها عروق رقبته مرسومة على عنقه من الغضب كتشققات الأرض و الرعب يتدفق من عيناه، فجأة قال :
- تكفي عن ازعاجي أو لا ؟!
-{ قالت و هي ترتعش خوفاً } : لـ لكن يا هاريكي لمـ لماذا تفعل هذا ؟! ...التهبت عواطفها و أطلقت العنان لدموعها بدون شعور منها، عندها رمها من شعرها بعيداً قائلاً :
- سأعود في المساء، لدي ما سأتحدث به أنا و مويامي ...
هفهف هاريكي و خرج غالقاً الباب خلفه بقوة، هكذا بقيت الزوجة وحدها تبكي لحظتها و قلب طفليها يتمزق أثناء اختلاسهما النظر من الطابق العلوي
عند وصول هاريكي لبيت مويامي نزل من سيارته و الإبتسامة تكاد أن تقسم وجهه و حاجبيه مرتفعين لأقصى حديهما
دخل هاريكي بعد ترحيبٍ حار من عند صديقه ثم جلسا معاً، شربا القهوة و تبدلا الضحكات و بعد حديثٍ طويل سأل مويامي صديقه هاريكي عن سبب لباس الخطبة الذي يلبسه فأجابه بكل ثقةٍ و تفاخر :
- في الحقيقة جئت اليوم لأطلب يد أختك الجميلة العفيفة ذات الشعر الأسود و العينين الكبيرتين !
- { قهقه مويامي ضحكاً ثم قال } : واو هل تقصد ماياكا ؟، أنا لا أمانع أن أعطي أختي لصديقٍ غالي مثلك، ولكن، أقصد أنت متزوج يا هاريكي هل فعلت مارينا شيء أزعجك ؟!
-{ بإبتسامة غبية قال هاريكي } : لا كلا بل سأتزوج إثنان، أنا واثق أنهما سيتوافقان جيداً فـ مارينا... بصراحة يحززني حالها حقاً، انها تقوم بأعمال المنزل وحدها كل يوم و اراشي لاتزال طفلةً صغيرة لا تقدر على مساعدتها
-{ رد مويامي بعد أن فكر }: اوه، حسناً، و لكن لا أعدك بأني قد أنجح في إعطائها لك، سأكلم أختي هذا المساء أو بأي وقت قد تفرغت هي به و سأعطيك الإجابة بعدها فوراً !
-{ فتح هاريكي كل عيناه متحمساً } : شكراً لك يا مويامي انك فعلاً صديق الازم في الوقت الازم !!
- { قال مويامي رافعاً احد حاجبيه } : في الوقت الازم فقط؟
- { اجاب هاريكي فوراً } : بل دوماً !