أنه الربيع...حيث كل شيء يبدو مشرقا" ومفعما" بالحياة، انا اؤمن بأن هذه الفصول الاربعة لاتغير المناخ وحسب بل دواخلنا ايضا"، ف عندما يكول الجو ربيعا" نشعر بالبهجة ..الفرح...السرور...وعندما يكون الجو ممطرا" وعاصفا" نشعر بالحزن والاكتئاب ورغبة في الانعزال
و قصائد بعض الشعراء مرتبطة بالطقس ايضا"
مثلا" اذا قرأت قصيدة عن الحب والسعادة فلا بد انها كتبت في الربيع
وذا كانت عن الحزن والفراق فلا بد انها كتبت في الشتاء بجو ممطر
ف كما قلت المناخ يؤثر على دواخلنا ايضا"..
وهنا قد حل الربيع في مدينه لاس فيغاس
فتحت اوديا باب المنزل وهي مغمضة العينين تستنشق هذة الرائحة التي تمدها بالطاقة وتجعلها اكثر سعادة خطت بأقداما الى الخارج متجهة نحو حديقتها الصغيرة..لمعت عينيها فرحا" عندما رأت ازهارها متفتحه وتبث عطرا" جميلا"
شبهت فرحتها بفرحة الام التي شاهدت اولادها يكبرو ضحكت بخفة على سذاجتها وجلست امام ازهارها وهي تخاطبهم
-لهذا انا اعشق الربيع لانكم تصبحون اكثر جمالا" فيه وجمالكم هذا يمنحني الامل، القوة والطاقة لتفادي صعاب الحياة ونسيان كل شيء سيء حصل وتذكر الاشياء الجميلة فقط
امسكت بدلو الماء وغذت ازهارها وكانت تنظر اليهم بسعادة ويالها من سعادة قصيرة حتى تقطعها اختها وهي تقف جنبها وتناديها بغضب
ايما:هل انتي هنا وانا ابحث عنكِ منذ ساعة
زفرت اوديا بملل ونظرت اليها
-مالامر ماذا حصل
-امي تريد ان تتكلم معنا
-الا ترين اني مشغولة بسقي ازهاري
وضعت ايما يدها على جبهتها وهي تقول بنفاذ صبر
-لكن الموضوع ضروري اتركي ازهاركِ
تأففت اوديا وتبعت اختها ليدخلا المنزل...
كانت السيدة لوسي تجلس على الاريكه منتظرة بناتها وهي ترتدي فستان اسود قصير فوق ركبتيها وتضع قدم فوق الاخرى كانت كعادتها انيقة وجذابة...
دخلت الفتاتين الى المنزل وجلستا امام والدتهما وكانتا تنتظران ماستقوله
وبدون مقدمات وبدون سابق انذار نطقت لوسي بسرعة
-انا سأتزوج
فتحت اوديا عينيها على وسعهما وهي غير مستوعبة لما سمعت اما ايما فلم تكن مستغربة لأنها كانت تعرف بعلاقة والدتها على عكس اختها التي عرفت للتو
لحظة صمت طويلة دامت بينهم الا ان لوسي قطعتها قائلة
-مارئيكن؟
ابتسمت ايما واقتربت من والدتها وهي تقبلها
-مبارك لكِ امي انا سعيدةجدا اتمنى ان تجدي السعادة معه
شكرتها لوسي لتبتعد
فنظرت لوسي الى اوديا التي تحولت الى بركان هائج على وشك الانفجار
-ابنتي الن تقولي شيئا"؟
نهضت اوديا من مكانها بسرعة وتوجهت نحو غرفتها دون ان تنطق حرف واحد او تنظر لها لم تستغرب لوسي كثيرا لانها توقعت ان تكون ردة فعلها هكذا
اقتربت ايما من والدتها وامسكت بيديها
-لاتقلقي ياامي ستعتاد وتتقبل الموضوع مع الوقت ..طالما انها ستعرف انكِ تحبيه وسعيدة معه فلن تمانع
استغربت لوسي من كلامها وقالت
-انتي هل تعرفين؟
ابتسمت ايما وهي تربت على يد والدتها
اعرف ياامي واعرف انكم تحبون بعضكم كثيرا" انا سعيدة من اجلكم
-ليت اوديا تكون متفهمه مثلكِ
-ستكون لكنها تحتاج الى الوقت وانتي لاتضغطين عليها
زفرت لوسي بضيق وهي خائفة مما سيحصل لاحقا" وتخشى ان ترفض ابنتها علاقتها وتسبب لها المتاعب
ايما:سأذهب للتحدث معها
لوسي:حسنا"
دخلت ايما الى غرفة اوديا ووجدتها في حالة يرثى لها ...وكأن حرب عالمية اقامت هنا فكانت الملابس مبعثرة والوسائد ممزقة والهاتف مكسور ..ومرمي ارضا"
اما اوديا فكانت تقف امام النافذة
وعندما شعرت بدخول اختها قالت لها دون ان تلتفت اليها
-اذهبي واخبريها بأن هذا هو رئيي
-اهدئي اولا" وفكري مليا" بالموضوع وبعدها تحدثي معها بنفسكِ
نظرت اوديا اليها وقالت بسخرية
-افكر؟ هه بعدها صرخت بعصبية
بم تريديني ان افكر بحق الله
ان يدخل رجل الى حياتنا؟ ليحولها الى جحيم كما فعل ذلك السافل بناااااا
صرخت ايما بدورها وهي تقول
ليس جميع الرجال مثل ابي كفي عن تذكره وتشبيه الجميع به
رفعت اوديا اصبعها بوجه اختها قائلة بتهديد
-اياكِ ان تقولي ابي مرة اخرى اياكِ
اسندت ايما ضهرها على الجدار وهي تنظر لشقيقتها بحزن
-ليسو جميع الرجال وحوش يااختي
اعادت اوديا نضرها للنافذة
-بل جميعهم كذلك
ايما:لماذا تنظرين الى السواد فحسب؟ هنالك نور حيث يتواجد الظلام
-لايوجد وان كان يوجد ف انا لااراه
-لأنكِ لاتزالين مغمضةالعينين يااوديا
افتحي عينيكِ وسترين الضوء لاتنظرين الى الحياة من زاوية واحدة ربما هذةالزاوية داكنه تحجب عنكِ رؤيةالضوء بل انظري من عدة زوايا وستجدينه
غيري وجهتكِ غيري نظركِ للحياة وسترين بأنه هناك نور
قالت كلماتها هذة وخرجت من الغرفة تاركه اوديا وحدها تغوص في افكارها ..

أنت تقرأ
ربيع القلوب
Romanceعندما تجف قلوبنا وتذبل كورقة شجر حل عليها الخريف،فهي تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها ليعيد اليها ربيعها