اقتربت هزيمة من منصور وقلبها ينخلع لرؤية عينيه تسبحان في فضاء غرفتهما في هم...وضعت يدها بحنان فوق شعره الابيض وهي تهمس( منصور...استطعت بحكمتك لملمة زمام الامور...اقنعت ابو رقية ان يترك سهر معنا واخرجت الشباب من البيت حتي تسيطر علي الوضع....لماذا اراك تحمل فوق كتفيك الهم يا حبيب عمري)
ابتسم لها بحزن (يبدو يا حبيبة عمري ان الهم مكتوب عليّ....نعم سيطرت علي الوضع ولكن هل تظنين اني سيطرت علي عديّ)
تلجلجت هزيمة....لقد أمر منصور عدي وقيس وحتي قاسم بالمكوث في بيت فاطمة مع سعيد...طيلة فترة مكوث فاطمة في بيت العائلة التي قد تطول حتي زفاف قاسم علي حنان...لكنها تعرف عدي كما تعرف ابنائها....تعرفه ولن تأمن جانبه المتهور القاس حتي وان كان في بلد اخر
لكنها هتفت بلهجة مهزوزة ( هل تعتقد يا حاج انه يفكر في رد كرامته التي اهانتها سهر برفضها له)
تطلع فيها منصور لبرهة ظنت معها انه نسي وجودها غارقا في بحور تفكيره ( لا....لن يبحث عن رد اعتبار... سيبحث عن رد حق) اطلت من عيني هزيمة عدم الفهم فاستطرد بصوت ثقلته السنين ( مما رأيت فعدي يري سهر ملكية وحق...سيبحث عدي عن طريقة رد حقه فيها)
احتضنت كتفيه من الخلف بذراعيها وهمست في اذنه ( لا تقلق ياحاج طالما معك الله ثم هزيمة...ولا تحزن ابدا)
التفتت اليها يواجهها وعينيه تنطق اشتياقا(انت سبب اخر لقلقي يا هزيمة...قلقي علي صحتك مع هذا الحمل لاتقل عن قلقي من عدي او قلقي علي منتهي..)
قبلته بنعومة علي يده وهمست بغنج( لا تقلق علي هزيمة طالما كانت بين احضانك...)
لم تكد تكمل تلك الكلمات حتي سمعا طرقات ضعيفة علي الباب....عدلت هزيمة حجابها المنزلي بينما يفتح منصور الباب ليفاجئ بمنتهي تقف ونطراتها ما بين تصميم ووجل..هتفت بصوتها الرقيق ( عمي لقد طلبت مني النضوج... ادعو الله ان يكون ماافعله الان هو نضوجا)
فتح عدي الباب الخلفي للبيت بهدوء شديد تبعه قيس وقاسم الذي هتف بغيظ ( لا اصدق انني اطعتك فيما تفعل يا عدي...لا تتخيل ما قد يفعله ابي فيك... لا بل في ثلاثتنا)
اجاب عدي بغل ( لا اهتم)
(لا تهتم!!! ) الظلام الدامس في الحجرة الخلفية لم يمنعهم من التعرف علي الصوت الهادر....تبعتها دفعة في صدر عدي جعلته يتراجع عدة خطوات دافعا معه قيس الذي ردد بصوت خائف ( اتفضحنا... عمي منصور)
فتحت هزيمة النور فرأي الثلاثة المتسللين وجها جديدا لمنصور وكأنه ليس العم والاب.... كانت وجهه وعيناه مثال حي لشخص علي وشك ارتكاب جريمة قتل...بل ثلاثة جرائم
(لاتهتم! هل جئت بيتي تنتهك حرماته يا عدي.... وانت يا كبير ياعاقل لم تمنعه) كان صوته كاف بأن يوقظ الموتي بينما تحاول هزيمة ومنتهي تهدئته بينما قاسم يحاول التبرير ( كان سيأتي وحده ابي... فأرتأيت...)
قاطعه منصور بغضب وهو يحاول الوصول لاحدهم ( ارتأيت ان تأتي معه بدلا من ان تفعل مافعلت الصغيرة وتأتي لتبلغني)
نظر قاسم للواشية منتهي بعتب فقابلته بنظرة قوية تعجب لها.
(اخرج فورا يا عدي والا قسما بربي...)
عقد عدي ذراعيه امام صدره وقال بتصميم ( لن اذهب ياعمي قبل ان احادثها....اسف)
وصلت ثورة منصور لذروتها بينما هزيمة تهمس بأذنه في هلع ( اقسم لك يا منصور .... الولد في حالة غير طبيعية...يبدو مصدوما)
فلت منصور من بين يدي هزيمة ووصل لعدي يمسك بتلابيبه بعنف بينما عدي يقف مستسلما تماما احتراما لعمه بينما عينيه تلمع تصميما.
(خالي ...ارجوك) كلمات بسيطة بصوت ضعيف احدثت في جسد وروح عدي ثورة... اسرعت منتهي تلتقت يد سهر التي بدا عليها ضعفا شديدا.
(اصعدي سهر...لن تتحدثي اليه) صرخ منصور وقد استبدت ثورته بكيانه
اقتربت سهر بهدوء ونزعت يد منصور من فوق عدي وهي تهمس بوهن ( ارجوك خالي.... اريد ان يسمعني... عدي)
صمت مهيب رافق نظرة سهر تزداد قوة تضاهي ضعف جسدها
(عدي...انا احبك... اعترف امام خالي وامام الجميع... احبك كما لن احب رجلا ابدا)اغمضت عينيها تستجمع شجاعتها وثقة بنفسها هزها عدي ( لكني لن اتزوجك ابدا)
اانتفخت اوداج عدي في ثورة وغض وهم بالكلام فمنعته بحركة من يدها وهي تستطرد ( الحب امان يا ابن خالي... الزواج هو ان اشعر بأني مع رجل لن تؤذيني ذبابة طالما انا زوجته... الحب والزواج وجه لعملة وجهها الاخر الامان والشعور بالطمأنينة...)
مسحت دمعة تسللت بيد مرتعشة وانهت القول ( كيف اتزوج الشخص الوحيد الذي ارهبه... كيف اتزوج شخصا اصبح يرعبني... خسرت قلبي امامك لن انكر.... لكني لن اخسر كرامتي امام شكك وغيرتك التي قد تودي بي جثة هامدة بين يديك يوما... صدقني لا ارضي لك بهذا الاذي)
أنت تقرأ
داويني ببلسم روحك
Romanceالجزء الاول من سلسلة بيت الحكايا ************************** (اريد العودة لبيتي) يرددها قلب رقية بدون ادني صوت لان عقلها متيقن ان لا فائدة كن هذا الرجاء. ليس الان وهي قد أصبحت في دولة اخري تبعد عن بلدها خمس ساعات بالطائرة. ليس الان وهي في سيارة رجل...