فاغرة فاها كطفلة تسمع حكايات الف ليلة وليلة لأول مرة..... لاتصدق انها تعيش في نفس البيت الذي شهد كل هذه الدراما..... قهقه عمها قاسم وقال لمياس حين سمع جملتها تلك ( اي دراما تلك التي تحكين عنها.... لم تسمعي شيئا بعد)
مال برأسه اليها وهمس بغموض ( أعدك حين انتهي من سرد ما عندي ... ستختلف نظرتك لكل شئ)
عاد برأسه ضاحكا وهو ينهض عن كرسيه ( اعذري عمك يا مياس ... عمتك ام زين تلوح لي بالإفطار ... سأذهب لاحضاره نفطر سويا)
نهضت مسرعة لتجلس في كرسي تستطيع منه رؤية غرفة زين.... خفق قلبها بسرعة قبل ان يتوقف تماما عن الخفقان وهي تري ظله في الشباك.... هل كان يقف مكانه طوال فترة حديثها مع ابيه.
( اري عذابك لا تقل لي ولا تحاول خداعي بأنك لا تحبّني... أرجوك لا تزعزع إيماني بحب بات جزءا بل كل كياني)
الغريب بالامرهو انه لم يكن اول حب بحياتها او حب المراهقة الأولي. كان هذا الإعجاب الطفولي أوالافتتان من نصيب ملهم اخو جميلة وابن عمتها فاطمة.... كان ملهم هو اكبرهم سنا ... ذو شخصية تتسم بالمرح والانفتاح مع قوة وطموح.... الخليط المثالي من الصفات لينتج عنها شابا له اسم علي مسمي
ما ان تفتحت مشاعرها حتي اتجهت تلك المشاعر مباشرة لملهم ذي الأربع وعشرين عاما وقتها....لم يخطر ببالها فارق السن الذي يصل لعشرة سنوات.... فمياس لم تكن سوي مراهقة تريد توجيه طاقة الحب بداخلها لأي كان.
تنهدت وهي تسترجع ذكريات بعيدة تحدث ذلك الظل البعيد في النافذة ( انت ايضا لم تكن هنا.... نعم كنت موجودا بجسدك... لكنك كنت دوما متباعد صامت لا يسبر غورك.... ولا تنس انك كنت غارقا لاذنيك في حب زميلتك السخيفة غادة تلك...)
حتي الان لا يعرف احد كيف انتهت العلاقة المتوهجة بين زين وغادة.... كل ما تتذكره مياس ان عمها أعلن يوما ان نهاية الاسبوع خطبة زين ليعلن في اليوم التالي ان الخطبة ملغية.
(ابتعدت اكثر واكثر وتركتني اغرق بوهم طفولي بحب ملهم ) كانت تهمس بغضب وعينيها تتوعد للظل الطويل.
كما ثارت غاضبة كالمجنونة هدأت تبتسم وهي تحتضن كف بكف في حب واستطردت تحدث نفسها ( هل تذكر ذلك اليوم..... حين أعلن ملهم انه سيخطب زميلته بالعمل ..... يومها جريت اختبئ هنا بالحديقة ابكي لأشعر بظلك الطويل هذا يغطيني....خجلت في البداية من ان تري دموعي ولكنك نزلت علي ركبتيك وهتفت بي بقوة ( لا يحق لك البكاء يامياس.... لا يحق لك ذرف الدموع ..... انت أغلي من هذا وأعلي من هذا.... مقامك يا ماستي اعلي من رجل لايشعر بك)
كانت يديك دون ان تشعر احتضنت كفي حتي اختبئ كاملا بداخلها وحينها هدأت انا ونسيت اصلا سبب الدموع علي وجهي...
حين شعرت بهدوئي وانصهاري في نظرة عينيك القوية رميت يدي بسرعة كمن لسعه ثعبان واعتدلت لتنظر لي من علو قائلا بقسوة مفتعلة ( لا تنظري الي بعيني الهررة تلك .... لست انا هذا الرجل ولن أكون )
أتعرف اني لم ابال يوما بكلماتك الاخيرة تلك.... عينيك كانت تصرخ بالعكس وانا اعشق عينيك فكيف لا اصدقهما.
اعرف انك تراقب دوما افعالكً معي حتي لا تؤجج مشاعري نحوك.... لكني اري منك ما تحاول طيه الكتمان.
اري عينيك تختلسان النظر لي وحين اواجهما تسرعان الاختباء بعيدا.... )
اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر( هل تعتقد اني لا اري غيرتك حين أمازح احدا.... بالتأكيد لن أهمل ذكر حادثة الشيكولاتة.... حين احضر احد اقاربنا الشباب علبة من الشيكولاتة التي أحب خصيصا لأجلي... فأصريت انت ان تأخذها لإحدي مبارياتك بغيرة وتملك. لن اتحدث علي خوفك علي او كيف اشعر بالامان وانت وانا في نفس المكان)
تنهدت وقد تاهت نظراتها ( اريد فقط ان اسأل لماذا)
أنت تقرأ
داويني ببلسم روحك
Romanceالجزء الاول من سلسلة بيت الحكايا ************************** (اريد العودة لبيتي) يرددها قلب رقية بدون ادني صوت لان عقلها متيقن ان لا فائدة كن هذا الرجاء. ليس الان وهي قد أصبحت في دولة اخري تبعد عن بلدها خمس ساعات بالطائرة. ليس الان وهي في سيارة رجل...