شد باب المحل الحديدي من اعلي بغضب حتي كاد ان يخلعه من مكانه.... أسبوع كامل لايتركه سعيد لحاله... زفر اصلان مستفسرًا بعد ان سب سعيد في نفسه سبة طويلة مرضية واتجه لبيته شاردا.
تفاجئ من أسبوع حين زاره في محل الأقمشة الذي يملكه سعيد ابن عمه وحماه الحاج منصور.... ذلك الرجل الذي يكن له اصلان كل تقدير واحترام.
تنحنح الحاج منصور ليلفت نظر الرجلين له وبدأ حديثه بابتسامة هادئة ورزانة تليق بسياسي محنك (اصلان ياولدي.... كيف حال الست الوالدة والأولاد ؟) اجابه اصلان بأن الجميع بخير فتمعن منصور فيه وهو يقول ( لاتسئ فهمي يا اصلان فيما سأقول ولكن اما آن الاوان ان تبحث لك عمن تعمل علي راحة الحاجة ام اصلان وتكون لأولادك خير أم)
تفاجئ اصلان بكلام منصور خاصة وان علاقتهم سطحية لا تتسم بالحميمية.... كان علي وشك ان يرد عليه ردا فظّا الا ان منصور استطرد ( اعذرني ياولدي ... لكن من فترة أخذت علي عاتقي ان أزوج فتاة اري بها كافة سمات الزوجة الصالحة الل ان الحظ كان عدوها.... وحين تعرفت عليك وعلي ظروفك لم اجد من هو أجدر بك بتلك الأمانة ) وكعادة منصور في قول ما قل ودل وقف معتذرا ثانية لتدخله في امر شخصي كهذا وانصرف علي فوره قبل ان يتمكن اصلان من النطق... ولكن سعيد كان ملتصقا به كذبابة الفاكهة .... وعلي مدار أسبوع يأتيه يوميا ليقنعه بالزيجة..... عرف اصلان من خلال سعيد كل مايخص دلال لكن ذلك لم يؤثر في قراره بشئ...... انتهي مبدأ الزواج من حياته. توجسه الوحيد كان ان تعرف امه بالأمر .قطع سيل أفكاره وهو يفتح باب البيت لتقابله نظرات امه الغاضبة تجلس بجوارها فاطمة زوجة سعيد. فكر في نفسه بحنق( سحقا لقد عرفت)
داري حنقه في ابتسامة متكلفة غير صادقة... حسنا هو اصلا لا يجيد اي انواع الابتسام... وحيا المرأتين( السلام عليكم ياأمي... كيف حالك يا ام جلال) موجها التحية لفاطمة... فمن عادة تلك المناطق انه ما ان تتزوج الفتاة فلا يصح مناداتها باسمها لذا تكني بأسم والد زوجها.
حين ترد امه السلام بالسلام فقط فهي غاضبة جدا... وهذا ماكان لذا جلس بجوارها يسألها بالرغم من تصوره لسبب غضبها فما كان منها الا ان نظرت له بغضب دون كلام.
(سأذهب الان ياعمتي اتحتاجين شيئا!) سألت فاطمة بخبث طفولي وكأن الكلام تم ترتيبه من قبل فأجابت امه بلهجة قوية ( من فضلك فاطمة افعلي ما طلبت منك وسأنتظرك غدا عند العصر كما اتفقنا)
هزت فاطمة رأسها وهي تبتسم في انتصار وذهبت
ذهبت فاطمة تاركة ورائها اصلان يبحث في وجه امه عن اي علامة من علامات الرضا فلم يجد فما كان منه الا ان سألها بتردد ( الي أين ستذهبان غدا في العصر يا ام اصلان)
نظرت له بقوة امرأة لازالت قادرة علي سبر أغوار ولدها دون عناء( سنذهب لرؤية العروس التي لم تخبرني عنها شيئا.... سأذهب لأقابلها واهلها لأتعرف عليها واحكم اذا كانت تصلح كزوجة لك او لا طالما انت لم تعد تعمل عقلك). تجهم اصلان مطرقا وجهه بالأرض .... لقد قصفت امه جبهته بلا رحمة... لم تعطه فرصة للتضليل او اختلاق الاعذار .
استجمع أفكاره التي بعثرتها امه ببراعة وقال بهدوء ( أمي لا داعي لذهابك ولا ترهقي نفسك... تعرفين اني لن اتزوج تلك الفتاة ولا غيرها... لن اذل ثانية) كلمته الاخيرة غيرت تعبيرات وجهه من الهدوء لعاصفة سوداء لا تهدأ... دارت الام تعبيرات وجهها المتعاطفة ببراعة وهي ترد بشراسة( اذا اكتب لي تعهدا الان )
ابتسم اصلان لامه بدهشة ( اكتب لك تعهد بعدم زواجي؟ موافق جدا)
أجابت الام بهجوم ( لا اكتب لي تعهدا ان لا سوء سيصيبك فلا أقوي وحدي علي تربية اولادك فاضطر لارسالهم للحية الرقطاء امهم)
تفاجئ اصلان لهجوم امه الشديد... دوما تستخدم حيلة ( ماذا ان أصابني شيئا). استنكر ( وهل ترسلين ولديّ لتربيهم امهم الخائنة)
وطأت بقوة علي جرح ابنها وإنما لتداويه وهي تجيب ( نعم... فان اصابك مكروه لن أتمكن من رعايتهم ابدا.)
جلسا لبرهة يغلفهم صمت مشحون قبل ان تتحدث الام بلهجة حنون مغايرة ( ولدي... لا اري سببا لرفضك... تطري فاطمة دلال العروس وتذكرها بكل خير... وانت قد تعلمت درسك ولن تستطيع امراءة في الدنيا هزيمتك ابدا....لن اتحدث عن حاجتي لمساعدة او حاجتك لزوجة ولكن اولادك بحاجة لمن ترعاهم)
صمتت الام لثوان ثم استطردت بحماس ( ثم ان دلال تلك لها ميزة في غاية الأهمية ... هي عاقر لاتنجب)
وصلت فاطمة لورشة ابيها لتجد قاسم يعمل سارحا في شرفة غزل المقابلة....فهتفت بخبثها المضحك ( انتبه يا اخي وإلا اكلت
فأرة الخشب أصابعك ) تهلل قاسم واقترب من اخته محييا تلاه عدي وقيس التائه
حين عاد عدي لعمله وقيس لكتابه الذي لايري مابه سألت فاطمة في ذهول ( مابال اولاد عمك ماذا اصابهم!خصيصا قيس)
اجاب قاسم وهو يتطلع في قيس الذي فقد الكثير من الوزن وأصبح شاحبا ( قيس يحتاجنا كلنا دون استثناء)... لم يعد يذهب للمدرسة ولكن قاسم وعدي قررا عدم تركه بالبيت وحده.
أنت تقرأ
داويني ببلسم روحك
Romanceالجزء الاول من سلسلة بيت الحكايا ************************** (اريد العودة لبيتي) يرددها قلب رقية بدون ادني صوت لان عقلها متيقن ان لا فائدة كن هذا الرجاء. ليس الان وهي قد أصبحت في دولة اخري تبعد عن بلدها خمس ساعات بالطائرة. ليس الان وهي في سيارة رجل...