الفصل الثامن عشر الجزء الاول

6.1K 184 2
                                    


( توقف يا جسم دب و رأس صرصور انت... اذا لاحظك ابي سينتهي بك الامر برأس صرصور منتزع الجسم)
سيطر قيس علي ضحكاته بصعوبة وهو يري غضب عدي من قاسم الذي نطق تلك الكلمات بهمس حتي لا تصل لابيه او لاحد الكبار.
زفر المارد بحنق وهو يراقب سهر ورقية المتعانقتان منذ مايقرب نصف الساعة في بكاء متواصل... لوي فمه وهو يخبر قاسم من بين اسنانه ( من حق " الراقية " ان تحتضنها لمدة نصف ساعة وانا منذ الخطبة لم ارها الا علي الموائد كالضيوف) كان هذا حقا لانه منذ الخطبة وتشاغل عدي وقاسم مع ابراهيم في عدة اعمال قبل سفره في محاولة منهم لفتح سوق عمل مشترك بين ثلاثتهم.
( تقول شيئا عدي يا ولدي؟) كان هذا منصور رافعا حاجبه لعدي بتحدي
(سلامتك عمي لاحرمنا الله اسمك...) ضحك الجميع لكلمات عدي الحانقة...

حان موعد تحرك ابراهيم ورقية للمطار فأصر عدي بألحاح شديد ان يوصلهم بنفسه ظنا منه ان سهر سترافقه..
تطلع بعمه منصور بنظرة اجرامية حتي هتف عمه " ماذا" حين اعلن ان سهر لن تدهب للمطار حتي يتجنبوا انهيارا كانهيارها السابق...
لذا وجد عدي نفسه في طريق العودة وحيدا مع عمته ومعاذ بعد ان تلقي محاضرة طويلة من رقية عن ان عقابها له سيكون عسيرا اذا احزن سهر
الشئ الوحيد الذي واساه كان همسته لها قبل ان يخرج ( سهر انتظريني في الغرفة الخلفية... اذا عدت ولم اجدك سأفهم انها دعوة صريحة لكي اصعد لغرفتك) غزا اللون الاحمر وجهها فكاد ان ينقض علي وجنتيها عضا كما يفعل مع ابن قريبهم ذي السنة الا ان دفعة في ظهره من ابراهيم مع اشارة لعمه منصور يتوعده جعلته يخرج مسرعا.

اتجه عدي للغرفة الخلفية بعد رأها مضأة وهو يمني نفسه ( ثوان وتجمعني بفراشتي الدقائق... دقائق لايقف بيننا العزول ولا يمنع يدي من يدها نظرات التوبيخ... سأحتضن يدها بيدي مرة... سأمرر اصابعي علي وجنتيها مرة... سأحتويها في صدري مرة... وستلمس شفتي شفتيها الشهية م...) قطع تسلل افكاره المغرضة دخوله للغرفة ليتميز غضبا وهو يري سهر تجلس بين منتهي وقيس في انتظاره...
( لم اكن اعرف ان اجتماع الطاولة المستديرة اليوم)
هتاف عدي جعل سهر تنتفض بفزع بينما منتهي ترفع حاجبيها بتحدي في حين ظل قيس كعادته بابتسامة لا تنم عن شئ.
شدها من يدها لتقف علي قدميها بخفة فقالت منتهي بلهجة حماة مزعجة ( لن تخرجا من الغرفة لتجلسا بعيدا)
ترك عدي يد سهر لثانية ليضرب منتهي علي مؤخرة رأسها ( وهل تعرفين ركنا في هذا البيت يمكننا ان نتحدث فيه وحدنا! نعيش في سووق)
ثم التفت لسهر مزمجرا ( هل هذان المخبولان هما ضمانك اني لن ...الله وحده اعلم بنيتي الطيبة تجاهك ابنة عمتي)
دخل قاسم بحركة مسرحية في نفس اللحظة مما جعل منتهي تنكمش في مكانها ( ولا تنس اضافتي للقائمة..)
رمي عدي يد سهر بغل طفولي ( هل تحولت الغرفة الخلفية لنادي اجتماعي... امري لله)
سحب عدي حينها سهر لاحد الاركان مبتعدا عن قيس الغافل عن نظرات قاسم الغاضبة موجهة لتلك المنكمشة

اجلسها عدي علي بضع صناديق خشبية مرصوصة ووقف امامها يشرف عليها بطول مارد لا ينتهي الا في عنان السماء...جلس امامها القرفصاء ليواجه عينيها بعينيه الغاضبة ( هل تخافين مني... هل تخشين علي نفسك من اندفاعي؟)
صوتها مختنق العبرات ( اخاف من كلانا... لست وحدك من تندفع)

فهم ماترمي اليه ولكنه فضل عدم التعليق حتي لايحرج انوثتها الخجول ( اذا فراشتي لما الدموع..؟هل لاجل فراق رقية ام هناك ماتخفين؟)
تطلعت سهر في ابتسامته الحنون... كيف لم تلحظ تلك الابتسامة من قبل..( فراق رقية يوجعني لكن يصبرني حبها لابراهيم ... اما الفراق الذي اخشي هو فراق قد يقتلني..)
فهم ماقصدت فاصابته غصة ( ولما قد نفترق ياسهر... هل لازلت تخافين غيرتي؟)
هزت رأسها مؤكدة ( اخافها ولا استطيع التعامل مع دلك الخوف... لا اتخيل ما قد يكون عمق جرحي اذا مررنا الان بعد هذا القرب بأحدي نوبات غيرتك السابقة)
ضحك بمرارة وهو يلتقط يدها يمررها علي جرح رأسه القديم ( وهل تعتقدين ان رأسي سيتحمل جرحا كهذا ثانية؟ نعم ضربت رأسي في الحائط يوما عل افكاري تهدأ)
( اذا اخبرني كيف سنتخطي شكك ...)
قبضته التي اشتدت علي يديها منعتها من الاستطراد ( شك... لا والله لا اسمح ان تستخدمي هذا اللفظ فيما يخصك. انت فوق كل شك ... انت منتهي اليقين... ماداخلي هي غيرة... غيرة في كل رجل ... اسألي عنها واجري البحوث ستجدينها تاج الرجل الشرقي... لن اخفيك سرا انها عندي متضخمة قليلا ولكن سببها اخبرتك به من قبل لكنك كعادتك لاتسمعين؟)
قال كلماته الاخيرة برقة جعلتها تعض شفتيها بغنج وهي تسأل بأنوثة فطرية ( وما هو السبب ياتري؟)
ضحك ضحكة رجولية خشنة علها تخفي اثر تأثره بتغنجها الطفولي... ذلك التغنج الذي جعله يتمني اللجوء للسحر واخفاء قيس وقاسم ومنتهي ثم مساعدة فراشته علي استحياء في عضها لشفتيها.
(السبب ان الامر عندي اكبر من رجل يغار علي حبيبة... انا رجلا يغار علي هويته السهرانية... اخبرتك مرارا اني سهراني انتي ارضي ووطني وعنواني... فيك تجمعت كل قيمة قد يغار رجلا عليها يوما... فاخبريني بالله عليك كيف لا اغار)

داويني ببلسم روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن