( اسمعني يا عمي رجاءا ....صدقني انا رجل مممم لنقل مهووس..ويزداد هوسي بشكل يومي)
حاول منصور مغالبة الابتسامة وهو يرد علي عدي المتلهف بجدية ( وماذا تريد يا سيد مهووس)
اخذ عدي نفسا عميقا وهو يعلنها ( اريد ان اتزوج فراشتي...او لنقل نكتب الكتاب ...حتي افرغ ولو قليلا من هوسي وشوقي المكبوت)
عاجله أباه الجالس بجواره بخبطة علي رأسه بينما يهتف منصور ( يا قليل الحياء انت...لا اصدق جرآتك وتبجحك واطمئن لن يكون هناك عقد طالما انت بهذه السلوكيات المحرجة)
زفر عدي وهو يعقد ذراعيه امامه كطفل غاضب...فلم يتمالك منصور وعدي نفسهما من القهقهة.
كان قاسم هو الحاضر الغائب...جالسا بينهم ولكن عقله في تلك المزعجة التي تتخفي عنه مذ يومين كاملين
سأله منصور بحنكة ( اين انت ياقاسم واين ذهب عقلك)
دوما ما يقف امام قاسم يملئه الفخر والاعجاب....ففي نظر منصور قاسم مختلف ...رجل من معدن نادر...ليس لانه ابنه ولكن هذا حكمه عليه كرجل....قلب حنون عطوف مصحوب بحظ سئ.
تنحنح قاسم بحياء غريب لرجل تزوج لمرتين وعلي مشارف الثلاثين ( هل سألت منتهي عماه عن رأيها في ...زيجتنا)
اجابه عمه عبدالحميد بتوتر ( والله ياولدي لم احظ بأي فرصة لمناقشتها منذ ما حدث...وها هي ذهبت لبيت فاطمة ولن تعود الا في الغد)
حك قاسم جبهته بإرهاق وهو يغلي بغضب مذ هاتفه قيس صباحا في الورشة يخبره عن ذهاب منتهي وزين لبيت فاطمة حيث سيدات العائلة.
(يخبرني) فكر قاسم بغيظ.( هي من ارادت اخباري...وتوصيل الرسالة لي انها لا تستأذني فيما يخص زين...يبدو اني احببت ديكتاتورة)
ذهب عبدالحميد للنوم بينما تباطئ منصور عن المغادرة ...فشعر قاسم ان هناك مايرد اباه قوله
اعتدل منصور في جلسته وهو يهم بالحديث بصوته الهادئ ( تعرف يا قاسم ياولدي...اقرب طريق لقلب المرآة هو الاهتمام ....ان تهتم بها لابعد درجة....و اصل الاهتمام هو ان تضع يدك علي اكثر ما تتمناه وتسعي لتحقيقه وان اضعت في سبيله عمرك)
اشار لنفسه مستطردا ( حين تزوجت امك بحثت عن اكثر ماتريده وكانت فتاة وحيدة بلا اخ او اخت ...قرأت حاجتها لبيت كبير وعائلة اكبر تهتم بها هي وترعاها واقسمت علي ان يظل هذا البيت دوما مفتوحا وعامرا ان لم يكن لأجل العائلة فلاجل عينيها....)
ثم التفت مشيرا لعدي بإبتسامة رضا جعلت عدي ينتفخ زهوا بطريقة مثيرة للضحك
( وهذا الجلف امامك...فهم تماما ماتريده ابنة اختي ...عرف انها تريده كما هو بكل مساوئه وسخافاته..ارادت فقط ان تتمحور تلك السخافات و كل هذه الخشونة حولها...فتكون هي محور ه الذي يدور حوله بوله فيتحول القاسي الغيور بلمسة يدها لعاشق...)) استطرد منصور وهو يغمض عينه بخبث
( ولأنه وصل لتلك النقطة...نقطة ان يكون مصدر امانها ...لا رعبها..فقد اقنعت ابيها بأن يعقد القران الشهر القادم)
توقف عدي عن ابتسامته البلهاء لينتفض صارخا وهو يحضن عمه بقوة ويصفق يديه كطفل ليهتف عليه منصور من بين ضحكاته ( اهدأ ياولد ..اجلس وانصح ابن عمك نصيحتين)
كانت سعادة عدي اقوي من ان يحتويها لذا قفز خارجا من الغرفة وهو يهتف ( عمي...هل رأيت قاسم من قبل بلا مشكلة نسائية تتدلي من عنقه...انها موهبة جذب المشكلات...)
واندفع بعدها لحيث الهاتف يخبر فراشته قبل ان ينهار قلبه الضخم من الفرح
تطلع قاسم في فرحته ابن عمه وبداخله رغما عنه تحتله الغيرة...( لماذا لم اكن يوما في مثل مكانه الان)
وفي اعماقه كانت الاجابة جاهزة ( لان هذا الفرح...كل هذا الحب لن يكون يوما الا لها ومعها....منتهي...غيمتي الوردية)
وبالرغم من شعوره بالاسي لولده كأب الا ان منصور اعلنها بوضوح قبل ان يغادر الغرفة حين عاد عدي بصخبه ( تذكر انه بالرغم من كونك ولدي الذي لا ارجو له سوي السعادة...الا اني سأخبرك ما اخبرت به هذا الجلف يوما.....اذا جائتني رافضة..لن اجبرها ولو لثانية)
خبط عدي بقوة علي كتف قاسم هاتفا (بالله عليك يارجل ...لقد تعلمت من درسي مع فراشتي...حين تخبرك فتاة انها تحبك ولكن لا تريدك معناه فقط ابذل لاجلي مجهودا اكبر)
ثم همس بتواطئ (وفي النهاية ان لم يجبرها عمي...سأجبرها انا بقوة الذراع)
في الصباح الباكر وحين استيقظ قاسم كان وكأنه قد وضع يده علي الخطوة الاولي وبنجاح....لا يعرف كيف جائه الالهام...ولكنه اصبح مستعدا ...لكسب رضاها.
وفي منتصف النهار عادت السيدات للبيت مع سهر المدفوعة من عدي لكي تقضي معهم بعض الوقت.....وعلي الفور انطلقت منتهي الشاردة مع زين لغرفته ولم يبق في الردهة سوي سهر وعدي...الذي اقترب وعيناه تلتهمان ملامحها الشهية وهو يقول بصوت اجش ( مرحبا....زوجتي)
ابتسمت سهر ابتسامة حلوة وهي تعض شفتها السفلي بدلال ( مممممم...لست زوجتك بعد ماردي)
كيف تحدثه بهذه اللهجة الممطوطة والنظرات المغنجة ...آلا تعلم كم تؤثر فيه
رد بحرارة ( شهر فراشتي ...شهر وتكونين زوجتي حقا...بالرغم من كونك اصلا لي منذ طلب ابوكي يد عمتي كريمة )
ضحكت بغنج ثم ضمت شفتيها بآسي مثير ( آه لو لم يكن مجرد عقد قران....وكانت...مممم انت تفهم فلا تخجلني) كانت تلعب بالنار تعرف ذلك ..لكنها تهدئ خوفها من انفجاره الموشك بكونها لازالت في بهو بيت العائلة...انتفض عدي ووجهه محمر وقد بانت عروقه وهو يجلس بركبتيه علي الاريكة مشرفا كله علي سهر التي انكمشت في مكانها...( ولم التمني يا عمري انتي....سأذهب علي الفور لوالدك وعمي واقنعهم...وسيكون جناحنا جاهز في غمضة عين)
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يكاد يفقد تعقله وتنتهي هي بفضيحة ولكنها استمرت في لهجة الاسي ( ولكن للاسف لا يمكن لاني ومنتهي تواعدنا منذ زمن ان تكون ليلة زفافنا معا)
خبط علي الاريكة وهو يسب منتهي واليوم الاغبر الذي رأها فيه ( اذا و العمل يعني....هل سننتظر للابد)
اجابت بسرعة وهي تفرد كفها الصغيرة علي صدره الساخن..( ولما الابد حبيبي...) لم يكن عدي ينظر لها اصلا...كانت نظراته مثبتة علي يدها الموضوعة فوق قلبه المتضخم وانفاسه تكاد تزهق.
( علينا فقط التوفيق بينها وبين قاسم...(
لم يرد ...وبعد دقيقة كاملة همس بصوت خشن ( سهر) فرفعت حاجبيها مستفسرة ( ازيحي يدك من فوق نبضي ولا تعبثي به...فالتعقل يتسرب مع كل نبضة..ولا تلوميني علي شوقي)
لم يكد يكمل جملته وعينيه تبرقان ببريق اثار الرجفة اللذيذة في جسدها...الا واسرعت مبتعدة لغرفة زين حيث منتهي
.الآسي ....قمة الآسي ان تكون هامشا عند شخصا ...هو بالنسبة لك كتاب حياة....
كانت منتهي مصدومة حد الدمار لرد الفعل الذي لم تتمناه لثانية...ولسان حالها يهتف مذبوح
( لم يحاول...فقط لم يحاول الاقتراب او حتي بذل المجهود لذلك)
نعم اخبرته انها ستنساه...ولكن قبل تلك الكلمات ب..عدة كلمات كانت هناك "احبك".معلقة كحبل سميك يلتف الان حول عنقها يزهق روحها بتسلط.
( اخبرني بالله عليك...هل تعتقد انه لم يهتم يوما...ولو قليلا ليصر علي المحاولة...اشعر بنفسي هينة جدا...هل يرضيك هذا)
كانت تحدث زين بصوت ناعم وهي تحاول اطعامه بينما هو يبتسم لها تلك الابتسامة التي يخصها بها وحدها....
( لا لاداعي للمواساة ....لن اكون ضعيفة بعد اليوم صغيري)
دخلت سهر وعدي للغرفة يحاولان اقناعها بالموافقة علي قاسم وهي لا ترد اصلا حتي صرخ عدي فيها
( يا منتهي الغباء انت....الرجل يريدك وانت تحبينه وتعشقين ابنه...اذا لم العناد?)
تطلعت منتهي في اخيها بلا رد وعينيها ممتلئتين بلألئ الدمع ...للألئ لمست قلبه في صمتها المستمر لدقيقة قبل ان تهمس ( يحبني كأخر اختيار متاح عدي...هل جربت هذا الشعور...والله لا اتمناه لك اخي)
جذبها عدي لحضنه وهويهدهد رأسها المستقر علي صدره بقامتها القصيرة ( ششششش لا تبكين يا صغيرة...لن اقبل يوما ان تكوني لشخصا اخر خياراته...ان لم يعرف قاسم من هي اميرتنا فلن تكوني له في حياتي)
مرت اكثر من ساعة وثلاثتهم في الغرفة يتسامرون ويقضون وقتا حاول عدي وسخر قدر استطاعتهم جعله ممتعا لاجل عيون منتهي.
كانت منتهي تقهقه علي عدي الذي وقف بجوار زين يقلد ملامح وجهه بطريقة مضحكة...تقهقه لتتناسي قاسم الظهر بحبه....حين سمعت طرقاته علي الباب لتموت الابتسامة هلعا من المواجهة.
دخل قاسم مبهور الانفاس...وكيف لا يكون وصوت ضحكاتها وصله ليطيب جروحا في القلب محفورة.
اندفع لابنه يقبله ويهدهده بسعادة للقاء ويلصق انفه بملابسه يلتقط رائحة منتهي العالقة فيه....قبل ان يسألها بمباشرة ودون لف ودوران ووجهه مدفون في رقبة صغيره
( اذا يا ابنة عمي لم اسمع ردك علي رجائي بعد)
تجلدت والغيظ داخلها يبلغ مداه...تراه متماسكا بلا حزن او ألم...قبضت علي كفيها وهي تهدأ نفسها حتي لاتنفجر صارخة فيه لتجيب بهدوء شديد
( اي رجاء ?تقصد طلب الزواج التقليدي من ابنة عمك المتوفرة!)
انكمشت ملامحها وهي تراه مسترخي ينظر لها بعين نصف مغلقة فاقتربت منه بغل ( ابدا...لن اوافق ابدا علي طلبك...ولا تقلق ابنك في عيني طوال العمر(
صدم عدي وسهر من ردها القاسي ووجه قاسم يتغضن آلما ( اذن قررت يا منتهاي جرحي وايلامي بكلامك هذا... انت تعرفين ان طلبي لا علاقة له بما قلتيه .لم اكن اعرف تلك الصفة فيك)
( انت لا تعرف عني اي شئ اصلا ابن عمي)
هز رأسه موافقا ( لن انكر ولكني جاهز للتعلم.....امامنا شهر منتهاي قبل عقد القران لاعرفك اكثر سيكون كافيا...شهر)
خبطت كفيها في بعضهما هاتفة ( لا حول ولا قوة الا بالله....اقول لك لن اقبل وانت ترد امامنا شهرا)
تطلع فيها بثباات ولولا خوفه من اشعال غضبها لانفجر ضاحكا علي طريقتها الطفولية اللذيذة
اقترب منها غير آبها بعدي الذي بدا غير مرتاحا من اقترابه وهمس ( بعدك عني حكما بالاعدام و لي حق التمني قبله...فلا اتمني سوي فرصة...شهر احاول فيه جاهدا حتي اعيش باقي عمري وحيدا ولكن مرتاح)
لكمة من الخلف من سهر وعينيها تمتلئ بالدموع تأثرا مجتمعة مع نظراته المختلفة والتي دغدغت نبضاتها بشكل سخيف ...اجتمعت تلك الاسباب لتجعلها تنطق بتكبر ( لك ان تحاول ..ولي حق الرفض في النهاية ...)
همس قاسم لنفسه فلم يسمعه سوي عدي فابتسم ( نعم ارفضي لألجئ للخطة البديلة...سأحتاج فيها مكان ناآي غير مآهول يصلح للاحتفاظ بك ...رهينة)
أنت تقرأ
داويني ببلسم روحك
Romanceالجزء الاول من سلسلة بيت الحكايا ************************** (اريد العودة لبيتي) يرددها قلب رقية بدون ادني صوت لان عقلها متيقن ان لا فائدة كن هذا الرجاء. ليس الان وهي قد أصبحت في دولة اخري تبعد عن بلدها خمس ساعات بالطائرة. ليس الان وهي في سيارة رجل...