المقدمة

189 16 0
                                    

كعادتي في ليلة يصعب فيها النوم ، سرحت بذهني و عدت إلى الماضي ، تلك الحياة الوردية التي كنت أعيشها بعيدا عن ضغوطات الحياة و مشاكل العيش التي كان لعائلتي دور كبير في إبعادها عني ، تذكرت عندما كنت أنام لامبالي بما يدور حولي ، نوما عميقا يخلو من أي كوابيس أو أحلام ، هذه الأخيرة التي كنت أختلقها و أنا مستيقظ ، مرة أشاهد نفسي أستاذ و أحيانا رجل غني لا يحتاج للعمل و لم أفكر لوهلة أن أكون كاتب ، هذه المهنة التي أمارسها فقط لكونها تزيح عني مشاكلي و تخفف عني الأرق ، بأحرف بسيطة أعبر عن ما يحلو لي ، سواء كان فرح أو حزن ، تفاؤل أو تشاؤم ...
أغلب هذه المشاعر لم أكن قد عشتها حتى عشت هذا الواقع الملوث ، صباح تعلوه رائحة الضجر و مشاكل أصبحت روتينية فضلا عن حياة بؤساء تجرعوا سم الفقر و المعاناة الذي يسري فيهم ، و أين علاجهم إن كان الطبيب فاسد ، و أين من يتحدث عنهم إن كان نفسه من يسقيهم السم دون أن يشعروا . ليبقى سبيل الخلاص كفاح إلى آخر نفس للشفاء من هذا المرض الذي أصابنا ، فما بين ذلك الطفل الحالم و المراهق المعتل أحلام تبنى و أخرى تهدم ، أهمها مداواة الناس و تعقيم الواقع و لو كان بالقلم .

متناثراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن