بين أنياب الوحش المقدمة والفصل 1 لـ منى لطفي

114K 1.3K 29
                                    


بين أنياب الوحش

نوفيلا شرقي

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

تدقيق/ منى لطفي

المقدمة..

دلفت الى مكتبها في الجريدة حيث تعمل وهي تمسك بيدها الاصدار الجديد من الجريدة، رمت به فوق سطح المكتب وهي تنفخ بضيق واضح، نظرت اليها زميلتها في الغرفة التي تضم اثنان آخران غيرهما لتقول مقطبة بحيرة:

- ماذا هناك روجيندا؟.. لما ضيقك الواضح هذا؟..

نظرت اليها روجيندا بعينيها اللتين بلون أشجار الصنوبر الخضراء وهي تزفر بغيظ ورفعت بيدها الجريدة وهي تجيب بغضب وقهر:

- مقالي لم ينشر في العدد الجديد، ولا أدري لما؟.. لقد تعبت بشدة في جمع عناصر هذا الموضوع، كنت كمن يسير في حقل ألغام، فلم أتوصّل للمعلومات إلّا بشقِّ الأنفس، فكنت كلما طرقت بابا في هذا الأمر أفاجأ بصفعه في وجهي وبقوة وكأني أقوم بأمر مجنون!!.. وفي الأخير.. يأتي السيد رئيس التحرير وبمنتهى البساطة يلغي مقالي!.. ولكني لن أسكت.....

هدرت بكلمتها الأخيرة بقوة، لتنهض زميلتها من خلف مكتبها وتتجه اليها وهي تقول مهوّنة عليها:

- اهدئي روجيندا، أنت من البداية تعلمين أن مدير التحرير كان متخوّفا من نشر هذا الموضوع، وأخبرك أنه لا يضمن ألّا يقوم رئيس التحرير بحذفه وأن كان في اللحظات الأخيرة قبل نشر العدد..

هتفت روجيندا وهي تشعر بالغبن والقهر:

- نعم أعلم نورهان، ولكني هلكت في جمع مواد هذا التحقيق، لن تتصوّري ما عانيته وأنا أحاول جمع الخيوط والربط بين بعضها البعض، وكلما بحثت جابهتني صعوبات شتَّى، حتى أنه كان يخيّل إليّ أن الآخرين يطالعوني بريبة وشفقة كلما بحثت أكثر في هذا الشأن، سواء من زملائنا هنا أو من أحاول الاستعانة به في جمع المعلومات..

نورهان بتعاطف وهي تربت على كتفها:

- روجيندا عزيزتي، أنت تعلمين تماما أن مادة التحقيق الخاص بك هي مادة شائكة بل وخطيرة، والكل ترتعب فرائصه من مجرد ذكر الاسم، فـ.. أصلان كاظم أوغلو ترتعد لذكره المفاصل وتهتز لاسمه الأبدان!!!!!

روجيندا بغيظ وضيق تام:

- ما هو إلا مجرم حقير، يستحق الرمي في غياهب السجون مدى الحياة!!

نورهان بابتسامة متفكّهة:

- ولما السجن وليس الاعدام؟..

روجيندا بحقد واضح:

- لأن الاعدام يعني الموت أي الراحة وعدم الشعور بأي شيء، وأمثاله عقابهم الصحيح أن تسحب منهم سلطتهم وجاههم، ويقذف بهم في السجون مع أمثالهم من المجرمين والقتلة، ويفقدوا نظرة المجتمع إليهم بل ويعاملوا كالمرض المعد الذي ينفر الناس منه!!..

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن