حين أكبر |١|

27.6K 2.8K 1.3K
                                    





" تاي تاي .. هل أخبرتكَ بأنني أُحِبُّكَـ أكثر من السكاكر والحلوى والبطاطس والشوكولا ؟ "

قالت هذا الكلام طفلةُ التاسعة ، يوري ، وهي تنزل السلالم الخشبيه بينما تمسك بأناملها الصغيره بطرف كُمّ المدعو بِتاي والذي يكبرها بسنه

والذي إستدار نحوها فجأه بتعابير إنزعاج طفولية مما جعلها تتأرجح من التفاجئ وتسقط على مؤخرتها امامه مذهوله ..

تنهد ومن ثم جلس جلسة القرفصاء أمامها يقول حينما كان مشغولاً بربط اشرطةِ حذائها المفكوكه

" كاذبه ، أنتِ تخبرينني بهذا الكلام في كُلِّ مرةٍ أنقذك فيها من المتاعب التي تسببينها ايتها المشاغبه يوري "

عبست وهي تقول

" هذا غير صحيح .. أنا حقاً حقاً احبك "

أمال رأسه يبتسم قائلاً

" أكثر من الشوكولا والحلوى والسكاكر ؟ "

ترددت قبل ان تجيب بحماس طفولي

" نعم ! "

ليضرب جبينها بخفّه قائلاً بإستياء

" لقد ترددتِ للتو بالإجابة ايتها الكاذبه "

بعدها إستقام بوقفته وهو يساعدها على النهوض ، فتفاجئت به يشبِكُ أنامله بخاصّتها قائلاً بنبره هادئه يتخللها الحنان

" الشمس قاربتْ على الغروب .. دعينا نعود وكفي عن الهروب من المنزل لأسباب تافهه "

لحقت به تقول بعبوس

" ولكنني لم أهرب لسبب تافه ، لقد كسرت مزهرية أمي وخفت أن تعاقبني "

كانت يوري تبدوا كأي طفلةٍ في التاسعة ولكن ما يميزها عنهن أنها مختلفه في تفكيرها ، تؤمن بالفضائيين وتكره اللون الوردي ، شعرها بندقي اللون ، بشرتها بيضاء و عينيها الواسعه و الزمردية اللون .. فقد كانت منبوذةٌ من قِبَلِ الأطفال لأنها نصف فرنسية ونصف روسية .. فقابلت شخصاً مختلف مثلها ..

تاي والذي كان معروف انه من سلالة كورية ، والذي رغم أنه من أم وأب فرنسيان ولكن جدته ميلا نصفها كوري والنصف الثاني فرنسي.. فأكتسب منها لون الأعين العسليه الآسيوية والشعر الأشقر الحريري بالإضافة الى بشرته الحنطيّه ..

وحين كانا يمشيان حول مزرعة الجيران كي يصعدا التل الذي يؤدي الى منزليهما القريبين من بعض توقفت يوري فجأه مما جعل تاي يتوقف رغماً عنه وهو يلتفت نحوها بإستغراب ، لتقول بحماس

" إصعد على شجرة التفاح هذه واجلب لي واحده ! أرجوك "

" هذا لن يعجب ذلك الفلاح .. فهو سيغضب ان فعلنا هذا "

" سأراقب عنك لذا اصعد "

" انا اعلم بأنكُ تتهربين من العودة .. لنذهب "

لتفلت يدها عنه بغيط طفولي وتركض نحو الشجره ، نفث تاي بضيق وهو يدلّك صدغه ، ليلحق بها بخطى بطيئه قائلاً بتذمر

" يوري كفى عناداً."

حاولت يوري الصعود لتتفاجئ بأن تاي خلفها .. فاختبئت خلف الشجرة بحماس حين وصل اليها ، وفِي كل مرةٍ يكاد فيها ان يمسك بها تكون قد أفلتت منه ضاحكة السن ، وتاي يواصل مطاردتها بتملل .. وحين استغلت الفرصة حاولت تسلق الشجرة ولكنها سقطت لتلوي قدمها .

فهرع نحوها مذعوراً يركع أمامها يقول

" مالخطب ؟! أين تأذيتِ ؟! "

وحين لاحظ انها عضّت على شفتها السفلى ادرك أنها تحاول اخفاء دموعها امامه ، وعندما رآها تدلّك قدمها قال بعتاب

" متى ستكفّين عن إثارة قلقي عَلَيْكِ أيتها البلهاء "

لتقول وعينيها الخضراوتين قد اغرورقتا بالدموع

" أنا لست بلهاء "

زفر بتعب ومن ثم أعطاها ظهرهُ قائلاً

" حسناً انا أسف ، لذا إركبي على ظهري "

بددت تعابير الإستياء وركبت فوق ظهره تتكئُ بذقنها فوق كتفه .. كان غروب الشمس جميلاً حينما كانا يسيران بجانب حقل القمح الذي كان يتطاير مع هبوب الرياح ..

" تاي .. حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك "

قالتها يوري بينما كانت فوق ظهر تاي الذي كان صامتاً طوال سيره ..

فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير

" ولكنكِ لم تأخذي إذني بالزواج ، ربما حين نكبر لن أبادلكِ الحب "

عبسَت يوري صاحبة الشعر البندقي ذو ذيل الحصان وفاجئت تاي حين أحاطت ذراعيها حول رقبته وألصقت وجنتها المتورّده بوجنته تقول بغيظٍ طفولي وبنبرةِ عِناد

" إذا لم تتزوجني أنا فلن أسمح لك بالزواج أبداً ! "

***

#تنويه : احياناً تكون الفصول قصيره ✨

رأيكم بالصغار؟ ودي أعض خدودهم 🤭💜

ادعموا القصة عشان أكملها 👌

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن