" تاي تاي .. لقد تشاجرا والداي مُجدّداً "قالتها يوري العابسه ، طِفلةُ التاسِعه وهي تجلس تحت شجرة التفاح بجانب تاي الذي كان متكئاً على الشجرة بجانبها ممسكاً بكتاب نوتات صغير ..
أدار مقلتيه البريئتين وقال مبتسماً بلطف
" جدتي تقول أن ليس كل الشجار مخيف ، فبعض الشجارات تنتهي بتصالح بالنهايه "
أمالتْ رأسها وهي تقول بفضول
" إذاً لو تشاجرنا أنا وأنت سنتصالح بالنهايه ؟ "
أومئ وعيناه تبتسمانْ ، ومن ثم أمْسَكَ بأنفها بين سبّابَتِه وإبْهامِه يقول
" أنا وأنتِ .. سنتصالح في كلِّ مرةٍ نتشاجر فيها "
برزت شفتيها الدموية تقول بفضول بوجنتيها المنتفخة والمتورِّده
" لماذا ؟ "
مدّ يدها اليمنى وهو يمطّـُ وِجنَتِها المُتَوَرِّده متظاهراً بالهمهمه وبعدها قال
" حمقاء ، لأننا خُلِقنا لبعض ، كما خُلِقَت أناملي لمفاتيح البيِانو "
ابتسمت بِسِعَهْ وهي تمسك بيده بكلتا قبضتيها الصغيرتين تتأمل أنامله الصغيره بعينيها الخضراوين وبعدها اقدمت قائلةً وسط استغرابه من فعلتها
" تاي تاي .. حين أكبرْ .. سوف أصبح نحّاتَه ، هل تعلم لماذا ؟ "
وضع كتابه جانباً وأعارها اهتمامه قائلاً بفضول
" لماذا ؟ "
فأردفت بِفَخْر
" كي استطيع نَحْتَ أناملكَ الثمينة وأضعها أيقونة في جميع المتاحف وأخطُّ تحتها الموسيقار تاي تاي "
أُعجِبَ بالفكرة وقال متحمساً
" أمّا أنا سأُنشِئ معزوفة خاصة بِكِـ حين أكبر ، سأعزِفها في مسرحٍ موسيقي كلاسيكي سيضم عدداً وافر من المشاهير والموسيقيين والفنانين ، وبعد أن أنحني أمامهم سأتقدم بخطابٍ مؤثِّر موجَّه لكِـ "
...
خطرت تلك الذكرى على بال تايهيونغ الذي كان جالساً فوق سريره يحدّق بالباب الأبيض الذي كان مغلقاً .. حيث يقطن البيانو الأسود الخاص بِه .. بعد تلك الحادثة ، حاول أكثر من مره تحطيمه ، ولكن جين وجونغكوك قاما بحماية البيانو من حزن تاي العظيم ، وقاما بالإغلاق عليه بالغرفة ذات الباب الأبيض التي تنتصف غرفته ..
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romansa" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...