موسيقاركِ الأصم |١٧|

14.9K 1.8K 1.5K
                                    

حين أدرك ما تنطق به شفتاه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


حين أدرك ما تنطق به شفتاه .. حين ادرك بأنه يوشك على كشف ستار حقيقته أمامها بحماقة انجرافه لمشاعره اطلق سراح أناملها وهو يبتعد بخطى مترنّحه بصمته المخيف وسط صخب الاطفال الضاحكين ..

كاد يترنّح حين اجتاح الألم والصداع رأسه ليتصل بحواس أذنيه اللتان كانتا مضغوطتان والطنين يجتاحهما، تسللت ذراع المقنع الأرنب الذي تمسك بكتفيه قبل ان يسقط ، أدار تايهيونغ عينيه الذابلتين اللتانِ تهددانِ بالإنهمار نحو الأرنب المقنع ..

وأبعده عنه بحركة كسولة يمشي مبتعداً وسط استغراب المقنع القط الذي خلع قناع الرأس واتضح انه جين ..

ليضع قناعه فوق رأس الطفل هيوجين وخلع الزيّ ليتركه أرضاً يلحق بصديقه الذي يمشي بضياع عن العالمين .. عن صخب الكون ومسامعه..

توجه نحو الزقاق الذي في الجهة اليسرى من دار الأيتام وهو يتكئ على الجدار يضم كلتا أذنيه براحتيّ يداه .. فجلس جلسة القرفصاء مصدوماً ينظر للفراغ بينما يسترجع ذكريات لقاءه مع يوري للمرة الأولى بعد غيبوبتها الطويلة.

لقد عاملها ببرود مصطنع وقلبه كان يتكسر لآلاف القطع ..

ورغم انها لا تتذكر من هو فلقد حاولت اختراق جداره مجدداً رغم انه شدد بناءه .. كما كانا أيام الصِغَرْ ..

لقد ركبت فوق ظهره الْيَوْم كما كانت تفعل يوري الصغيره ..

لطالما كانت هي حبه الاول .. تلك التي وعدها بأنه سينشئ معزوفة خاصه لها ، التي وعدها بأنه سيتزوج منها .. تلك التي اقسم على ان يقطع علاقته بها بسبب موت جدته دون ان يجد المقدرة على توديعها ..

يوري .. طالبة الدوام الجزئي المزعجة .. هي تلك الطفله التي انتشلته من وحدته حين كان طفلاً .. هي التي لوّنت رماديّة طفولته .. هي يوري التي كانت احد أسبابِ ابتسامته الْيَوْم . وهي زوجته التي لا تتذكر هوية زوجها الموسيقار الأصم، والذي قطع على نفسه وعد ألا يقحمها بدوامته وبؤسه .. ولكنه يشتاق اليها بشدة ..

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن