••••بعد نصف ساعه دخل الطبيب الشاب مبتسماً ينظر الى تايهيونغ الذي كان يحملق بنافذة الغرفه المغلقه وهو يدلّك صدره، فتبددت ابتسامة الطبيب ليتوجه بعدها نحو النافذه ويقوم بفتحها مما جعل نسمات الهواء البارده تصفع وجه تايهيونغ وتعبث بخصلات شعره الحريري ليغمض عينيه شاعراً بالسلام والطمأنينه وبأنه قيد العيش ..
فوقف الطبيب امام تايهيونغ الذي أعاره بصره، ليرفع كفّ انامله المنبسطه قرّب صدغه يقول
" مرحباً "
ردّ تايهيونغ التحية بصوتٍ متعب ودون ان يبدد ابتسامته الذابله
" مرحباً "
صمت الطبيب مرتبكاً وسط استغراب تايهيونغ، ثم رفع يده يشير بسبّابته نحو صدره ثم رفع يده قرب صدغه مجدداً بينما تايهيونغ ينظر .. وبعدها قرّب السبّابه والإبهام معاً يعقد حاجبيه بضيق .. ليقوم بحركة دائريه بسبّابتيه امام تايهيونغ، وانهى جملته بإبتسامه لطيفه ..
لم يستطع تايهيونغ كبح سعادته لرؤية الطبيب يحاول التواصل معه بلغة الإشارة وبدت هذه لفته لطيفه منه ..
فقد قال له الطبيب للتو بلغة الإشارة " أنــا أعرف القليل من لغة الإشارة "
لم تتبدد ابتسامة تايهيونغ وكان قادراً على الحديث ولكنه اراد السير مع التيار برفقة هذا الطبيب اللطيف .. واراد اختبار مدى معرفته بلغة الاشارة
اشار بسبّابته نحو صدره ثم قبض راحة يده بارزاً فقط ابهامه الذي وضع باطنه فوق جسر انفه .. ليعبس الطبيب حين رأى تلك الحركة التي تعني " انــا حزين "
ليبسط الطبيب حواف راحة يده اليمنى فوق حواف يده اليسرى العمودية بشكل متتالي .. وكان يسأل بلغة الإشارة " لماذا ؟ "
بلل تايهيونغ شفتيه يفكر .. يريد ان يجيبه بطريقه سهله لأن الطبيب لا يعرف الكثير من لغة الإشارة ولا يريد منه ان يشعر بالحرج ان لم يفهم لغة اشارته .. رفع كلتا يداه وفرّق انامله قرب صدغيه يحرّكهما دائرياً وهو عابس .. وكانت لغة اشارته تعني " قلِق "
صفّق الطبيب بحماس مما اجبر تايهيونغ على رسم ابتسامةٍ خفيفه .. ليقترب منه الطبيب قليلاً كي يكون تايهيونغ قادراً على قراءة لغة شفاهه
" أنت حزين وقلق بسبب فحص الأشعّه المقطعيه ؟ "
قرّب تايهيونغ سبّابته ناحية شفتيه ثم رفعها لفوق مما يعني " صحيح "
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...