•••ابتعدت عنه تضمّ وجنتيه بين كفّيها تقول باسمة الثغر بينما الخجل يساورها ..
" ماذا عنك انت ؟ .. هل تحمل المشاعر نفسها ؟ "
تنفس بتسارع حين ادرك انها همست له شيئاً لم يسمعه .. فأبعد معصميها عنه يعانقهما بكلتا يديه ، ليُسقِطَ جبينه فوق كتفها يهمس بصوتٍ مرتعش مغمض العينان
" انا مُتعَب .. دعيني أبقى هكذا قليلاً .. "
ضاق صدرها وشعرت بأنه يتحاشى مشاعرها .. احست بالاهانه ولكن رغم ذلك عانقته بين ذراعيها وهي تلتزم بِـ صمتها ..
بعد دقيقه ابعد ثِقلَ رأسه عن كتفها يقول بتوتر وهو ينظر للصندوق
" غداً صباحاً.. سنزور الجدة ميلا معاً ، لذا تصبحين على خير .. غيمتي "
وأدار ظهره ينوي الهروب منها لو لم تتسلل اناملها تشبكها بخاصته .. ابتلع ريقه بتوتر والتفت نحوها لتلتقي عسليتاهُ بخضراوتيها ، تقدمت نحوه تقول بإستياء
" لا بأس .. سأنتظر مواجهتكَ لي حين تشعر بأنك مستعد .. ولكن اريد ان أسألك أمراً لطالما أشعرني بالفضول "
فقال متظاهراً بالثبات
" ما هو ؟ "
ترددت قبل ان تنطق
" لماذا .. لماذا توقفت عن عزف البيانو ؟ رغم كونك حققت حلمك وأصبحت موسيقاراً مشهور ؟ .. مالذي جعلك تعتزل العزف "
بلّل شفتيه وقال بصوتٍ متزعزع
" انا فقط لم أعُد احبه كالسابق .. لأن ما يربطني به هِيَ ذكرى موت صديقي "
هو لم يكذب .. هو فقط قد قال نصف الحقيقه لها ، بعدها أفلت يده عنها وتراجع مبتعداً ، ليعود ادراجه فجأه وهو يضع الشال الخاص بها حول رقبتها يقول بينما كان يتشبث بياقتها
" لا تصابي بالبرد بسببي .. .. "
ليحرر ياقتها وابتعد مجدداً بينما كانت هي تختفي بمراقبة سرابهِ يبتعد ..
ماذا لو لم يكذب ؟ لأصبحت وردته ذابله .. ماذا لو قال بأنه تعرّضوا لحادث برفقة عائلته بعد آخر امسية موسيقية عزف فيها بشغف وماتت فيه امه؟ .. ماذا لو قال انه يحبها حباً جمّا وبأنه تخلّى عن كونه زوجها لمصلحتها وفضل ان يعيش وحيداً بدونها ؟ ماذا لو قال انه ترك العزف لأنه اصبح أصم ؟ هل ستستمر وردته بالإبتسامة بهذا الشكل الفاتن لو علمت الجانب المظلم من الحياة المزيفه التي تعيشها ؟
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...