صندوق الذكريات |١١|

16.1K 1.9K 1.5K
                                    









" يوري .. لماذا تحفرين الأرض ؟ "

قالها تاي الصغير وهو يقف امام يوري التي كانت تحفر بيديها العاريتين قرب الشجرة بإنهماك .. رفعت رأسها له تقول بينما كان يتأمل التراب الذي يعكّر صفاء بشرتها

" سأضع صندوق ذكرياتنا هنا ومعه رسائلنا التي كتبناها في المدرسة ! "

جلس متربّعاً أمامها يراقبها تحفر وقال

" أين الصندوق ؟ ومتى سنخرجه ؟ "

نهضت فجأه وتوجهت لخلف جذع الشجره ، فعادت ومعها صندوق خشبي وضعته امام ناظري تاي الفضولي تقول متحمسه

" يوجد رسائل مني لك وألعاب تخصّني هنا ايضاً ، لقد طلبت منك احضار حاجيّاتك الثمينة ، لماذا لم تطعني ؟! "

نفث بسخرية وهو يشدد على حروفه

" لا أريد ان أدفن العابي ، انها ثمينه ! "

" يالك من موسيقار طفولي ! "

عبس من كلماتها فقال بغيظ

" لأنني طفل، بالطبع سأتصرف بطفولية .. يوري انتِ حقاً لا يليق بك التصرف كراشدة .. بالاضافة الى أنكِ لم تجيبي على سؤالي ، متى ستخرجين الصندوق ؟ "

ابتسمت ابتسامةً مريبه اخافته ، لاسيما ان التراب الذي يعكر بياضها قد زاد من غرابتها ، فقالت تفرك يديها معاً

" سأفتح الصندوق حين نكبر .. سيكون لمُّ شملنا تحت هذه الشجرة ، بعد ١٣ سنه سنتقابل هنا أفهمت ؟! سأقتلك ان اتيت برفقة زوجتك "

" لا تخافي .. لن اتزوج بفتاةٍ غيرك ، لأنكـِ ممتعه "

قالت مهدده

" ماذا ان اصبحت ممله ؟ هل ستتركني ؟! "

ابتسم وهو يرتقب تعابيرها المستاءة فقال

" لا .. ان تركتكِ حينها سأبقى وحيداً "

اكلمت الحفر وهي تخاطبه

" لا تقلق ، بعد ١٣ سنه بالتأكيد ستتخذ اصدقاءً غيري "

امال رأسه كي يراها قائلاً بتساؤل

" ألن تغاري ان اتخذت اصدقاءً اخرين ؟ "

توقفت عن الحفر ومن ثم رمقته بتهديد

" بشرط الا يكونوا فتيات ! "

ضحك وهو يراقب إمارات الغيره تعتلي عينيها الشيطانيه وقال

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن