" يوري .. لماذا تحفرين الأرض ؟ "قالها تاي الصغير وهو يقف امام يوري التي كانت تحفر بيديها العاريتين قرب الشجرة بإنهماك .. رفعت رأسها له تقول بينما كان يتأمل التراب الذي يعكّر صفاء بشرتها
" سأضع صندوق ذكرياتنا هنا ومعه رسائلنا التي كتبناها في المدرسة ! "
جلس متربّعاً أمامها يراقبها تحفر وقال
" أين الصندوق ؟ ومتى سنخرجه ؟ "
نهضت فجأه وتوجهت لخلف جذع الشجره ، فعادت ومعها صندوق خشبي وضعته امام ناظري تاي الفضولي تقول متحمسه
" يوجد رسائل مني لك وألعاب تخصّني هنا ايضاً ، لقد طلبت منك احضار حاجيّاتك الثمينة ، لماذا لم تطعني ؟! "
نفث بسخرية وهو يشدد على حروفه
" لا أريد ان أدفن العابي ، انها ثمينه ! "
" يالك من موسيقار طفولي ! "
عبس من كلماتها فقال بغيظ
" لأنني طفل، بالطبع سأتصرف بطفولية .. يوري انتِ حقاً لا يليق بك التصرف كراشدة .. بالاضافة الى أنكِ لم تجيبي على سؤالي ، متى ستخرجين الصندوق ؟ "
ابتسمت ابتسامةً مريبه اخافته ، لاسيما ان التراب الذي يعكر بياضها قد زاد من غرابتها ، فقالت تفرك يديها معاً
" سأفتح الصندوق حين نكبر .. سيكون لمُّ شملنا تحت هذه الشجرة ، بعد ١٣ سنه سنتقابل هنا أفهمت ؟! سأقتلك ان اتيت برفقة زوجتك "
" لا تخافي .. لن اتزوج بفتاةٍ غيرك ، لأنكـِ ممتعه "
قالت مهدده
" ماذا ان اصبحت ممله ؟ هل ستتركني ؟! "
ابتسم وهو يرتقب تعابيرها المستاءة فقال
" لا .. ان تركتكِ حينها سأبقى وحيداً "
اكلمت الحفر وهي تخاطبه
" لا تقلق ، بعد ١٣ سنه بالتأكيد ستتخذ اصدقاءً غيري "
امال رأسه كي يراها قائلاً بتساؤل
" ألن تغاري ان اتخذت اصدقاءً اخرين ؟ "
توقفت عن الحفر ومن ثم رمقته بتهديد
" بشرط الا يكونوا فتيات ! "
ضحك وهو يراقب إمارات الغيره تعتلي عينيها الشيطانيه وقال
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
रोमांस" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...