" ألن تذهبي من هنا ؟ "اخرجها من دوامة شكّها صوته البارد الذي نشر في عمودها الفقري رعشة اجفلتها وسارعت بالإعتذار من تاي الذي ينظر اليها بتعابير
مبهمه .." أنا أسفه "
واستدارت مبتعده بعدما اصطبغت وجنتيها بالتورّد الخجول ..لتقول لنفسها بسخريه
" من المستحيل ان يكون هذا تاي .. انه أوقح من أن يكون حبيبي الصغير .. نظرته مرعبه مقارنةً بنظرة تاي العطوفه .. كيف لي أن أشكّ حتى بأنه من الممكن ان يكون نفس الشخص ؟ "
بعد عدة دقائق، وحين كانت يوري مشغولة بتنظيف آلة القهوة.. لم تشعر بنظرات الإنكسار التي يوجهها تاي نحوها .. ليرفع أنامله النحيله ويوجهها نحوها بينما يقول بنبرةٍ حزينه
" لم تتعرّفي علي،رغم أن هذا ما كنت اريده ولكنني شعرت ببعض الخيبة .. لا أريدكِ أن تعاني برفقة موسيقار بائس مثلي .. فأنتِ تبدين سعيدةٌ بدون أي ذكرى تحملينها لي الآن .. "
فشعر فجأةً بالدوار .. والرؤية اصبحت غير واضحة .. فتذكّر أنه قد تناول قرصين من الأقراص المنومة هذا الصباح .. وحين كان جين مشغول بالحديث مع جونغكوك نهض تاي مرتعب لا يعلم أين يذهب فهو
لا يرى بوضوح بسبب ارتفاع الضغط وتأثير الأقراص على جسده .. وفي نفس الوقت لا يريد أن يخيف صديقاه ..فتقدمت يوري نحوه تقول برسمية
" من سيدفع ؟ "
حين تحدثت كان مغمض العينين .. لهذا لم يرى تحركات شفتيها ولَم يعلم حتى أنا تقف امام طاولته .. ولا زالت السماعات عالقه في أذنيه لذا فاجئته يوري بخلع السماعه مما جعل يفتح عينيه محفلاً يحدق بها بعينيه الكاراميليه ، استغربت من ردة فعله ولكنها عاودت التحدث قائله
" من سيدفع منكم ؟ "
راقب تحركات شفتيها وفهم ما قالت ليرفع عينيه نحو خاصيتها قائلاً وهو ينهض
" الأشقر ثريٌ جداً .. هو من سيدفع "
ليومئ برأسه بخفّه أمامها وبادلته الأنحناء مذهوله من جماله .. عينيه ناعستان ولون بشرته مميز ، حتى ملابسه أنيقه فأشعرها كما لو أنه أميرٌ ذو حضور يحبس الانفاس يقف أمامها بهذه الطلّة الساحره ، وحينما خفض رأسه أمامها لاحظت مدى نعومة شعره الذي تموّج بفعل حركته وأعطاها هذا شعورالرغبه بالمسح على شعره الحريري ..
نطقت بكلماتٍ لم يتداركها .. فراقب تحركات شفتيها ولم يستطع قراءة ما تلفّظت به للتو .. لذا شعر بالذعر الشديد وخرج من المطعم وهو يحاول تفادي الاصطدام بالجدار .. .. راقبته يخرج مسرعاً تاركاً صديقيه خلفه .. وشعرت بالريبة تجاه تصرفاته ..
ملامحه بدت شاحبه ويبدو عليه الخوف كما أن خطواته حين خرج بدت مترنّحه وغير متّزنة،
لتخرج مسرعه من المطعم بملابس العمل متجاهلةً صراخ رئيسها الغاضب ..
وصلت الى الرصيف لتتفاجئ بتاي يقف امام إشارة المرور وهو ينظر الى ساعة معصمه .. توجهت نحوه بخطى بطيئه على وتيره سلسه .. ولكنها دُهِشتْ حين رأته ينوي وحده قطع الإشارة ينظر للأمام بشرود كما لو أنه قد سرح مجدداً بالخيال ..
تسارعت نبضات قلبها الجنونية وسارعت بخطاها نحوه،وحين التفت تاي بتملل ليتفاجئ بشاحنة بنزين تسير نحوه بسرعه فائقه !!
تسمّر مكانه من شدة الرعب ولَم يستطع تحريك قدميه المتصلبتين فشعر بالدوار ، هو لا يسمع .. لذا فقد السيطرة على نفسه .. بدى تائهاً في عالم الصمت ومتردداً مذعور .
لتشبكَ يوري أناملها بخاصته تسحبه نحو برّ الأمان تعانقه بين ذراعيها حين ترنّح مرتعباً من الموقف ، لتتنفس بتسارع ، وتتنهد بعدها بأريحية قائله وهي لا تزال تحيطه بين ذراعيها
" أنت بخير .. أنت بخير "
كانت كالذي يطمئن نفسه ، فهذا الفتى منذ اول لقاء له معها وهو ينثر الرعب في قلبها ..
أبْعدها عنه وهو يضم أذنيه براحتي يديه يهمس بصوتٍ مرتعش امام يوري التي لا تزال تلفظ انفاسها بصعوبه
" انا بخير .. ابتعدي عني .. "
ارتعشت ساقيه لتسارع بإمساك خصره وإتكئ بذقنه على كتفها يتنفس بتسارع وهو يضرب أذنه براحة يده بخفّه ، شعرت يوري بالضيق لانها لا تعلم ما خطبه ولكنها توقعت انه لا يزال مرتعباً مما كاد ان يحصل له للتو ..
لتمسح على ظهره بلطف تقول
" لا بأس .. أَعْلَمُ انك بخير .. لذا اهدئ "
فقال بصوت غلبه الخوف والارتعاب
" كفَّي عن التشبث بي .. انا بخير "
حاولت تفهمه لذا ابتعدت عنه حين قال انه بخير ، فهو بالطبع سيشعر بالحرج من ضعفه ، أغمض عينيه ووضع يديه على أذنيه يهمس لنفسه وهو ينظر للإشارة التي اصبحت لتوّها خضراء !
" أنتَ بخير .. أنتَ لستَ مختلفاً عن بقية الناس .. "
****
موقف مفضل ؟
علقوا عشان انزل كذا بسرعه وما اتغير عليكم 💕😍
شفتوا التغيير اللي بالفصل ؟ ان تاي هو اللي يعرف يوري من زمان مو هي اللي تعرفه صار العكس وهو تقرييييباً التغيير الوحيد بالرواية بس وبتعرفون التفاصيل بعدين .
تم التعديل ✅
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...