.
**
سقط تاي نائماً وبدى التعب يتّضح على ملامحه، رأسه فوق الطاولة امام يوري العابسه .. والتي انتهى الأمر لها لتصبح وحيده مجدداً ..
لتهزّ كتفه وهي تقول بتذمر متملّله
" لقد احترق المكان انهض ... احترق ... المكان .. هناك فضائيين اقتحموا المكان .. لقد إحتلّ مصاصو الدماء باريس .. ألن تنهض ؟ إذاً.. القردة حكمت العالم وانت لا تزال نائماً !! .. "
كان تاي نائماً بسلام كالطفل ووجنته فوق الطاولة على الجانب الأيمن ، شعره الحريري يغطي عينيه المغمضتين ، فرفع يده يحكّ ذقنه يهمهم بإنزعاج منها وعاود الى وضعية السكون مجدداً .
استسلمت من محاولة إيقاظه ، فوضعت رأسها على الطاولة تقابل وجهه النائم ووجهها يحمل تعابير الضيق ، فهمست له وهي تحدّق بالشامه السوداء التي بالكاد تتضح فوق انفه ..
" أنتَ تملك نفس شامته .. هناك عراك بين قلبي وعقلي منذُ إن قابلتك .. قلبي يصرخ بإسم تاي برنارد وعقلي يردد اسم تاي جيرالد .. من عليّ أن أصدق ؟ "
برزت إبتسامةٌ طفيفه على شفتيها وهي تهمس له
" انهض .. تاي تاي "
ليفتح عينيه بتثاقل وتقعان على خاصتيها.. فتوسعت عينيها بدهشة لتبتلع ريقها بتوتر .. فقال بصوتٍ خشن هادئ وبلسان ثقيل
" من .. أنتِ ؟ "
أخفت توترها وضحكت، فقالت تتصنع الجدية
" أنا من أهل الفضاء .. لقد قمنا بالسطو على الأرض "
حين قرأ شفتيها بصعوبة ضحك بسخرية بعدما استوعب ما قالت ونهض ينظر للفراغ صامتا وسط تحديقها فيه متعجبه من غرابته ..
اهتزّ الهاتف في جيبه فقد كان مغمض العينين يترنّح أمامها مجدداً .. فقالت
" ما خطبك ؟ لما تترنح مجدداً ؟ "
عقد حاجبيه يحاول النظر ألى شفتيها ونطق بصوت مبحوح والعرق يتصبب من جبينه . .
" اعيدي ما قلتيه للتو "
" لماذ تترنح مجدداً ؟ "
ليضم وجهه براحة يده يحاول استعادة وعيه يقول
" لقد تناولت حبوباً مهدئة بالإضافة الى حبوب منومة .. "
فحدقت فيه بذهول مصدومة من فعلته الجنونية، هل يظن ان الادوية نوع من الحلوى؟ لما يسرف بأكلها؟.. تجاهلت الأمر تمنع نفسها من القلق بشأنه وهي تقول
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...
