غراب الموتِ |٣٧|

12.2K 1.4K 1.5K
                                    



•••••

خرج تايهيونغ الى الباحة تاركاً من في الداخل ليبقى وحده برفقة ابيه وجيمين الذي يتمثل بجانبه مترقباً ما سيحصل ..

خفض السيد برنارد رأسه للأرض الازفلتيه وهو يهمس باسم الثغر بشكل بدى شديد الحزن يناقض كلماته

" انا سررت حين اخبرني جين بنجاح العملية .. وبأنك استعدت سمعك وحلمك .. يا صغيري تاي .. انا فخور بك "

فقال جيمين وهو يضرب خصره بخصر تاي

" ألن تعتذر ؟؟ "

ليتفاجئ تايهيونغ بوالده الذي اوشك على الركوع امام ابنه، لو لم يضع تايهيونغ كلتا قبضتيه حول ذراعا ابيه يجبره على الاستقامه وهو ينظر اليه باستياء .. لقد ذرف ابيه الدموع .. دموع فرحةٍ وندم مضني .. دموع غلفها ماضي الحادث الذي خسر فيه الصبار وردته .. والموسيقار امه .. ذلك الوقت الذي حصل فيه الكثير .. وخسر فيه تايهيونغ صديقه ضئيل الحجم كالطفل الصغير و الذي يقف بجانبه باسم الثغر فخوراً بتايهيونغ .. وسرعان ما ركع تايهيونغ على ركبتيه امام ابيه الذي كانت دموعه عالقه في طرف عينيه التي تحيطهما التجاعيد ..

وقال بصوتٍ خافتٍ وضعيف

" انا اعتذر عما بدر مني يا ابي .. على كل دمعة ذرفتها بسبب عقوقي .. سامح ابنك العاق .. ذلك الشخص لم يكن انا .. ذلك الشخص كان بائساً يا ابي .. سامحني على لومي لك .. "

فابتسم جيمين رغماً عنه وهو يمسح على طرف انفه المتورّد فخوراً بنفسه لمقدرته على اقناع تايهيونغ الذي انصاع له برغبةٍ منه واعتذر من ابيه من اعماق قلبه.. لطالما كان تايهيونغ الشخص الذي يغلّف قلبه الحزن ويتردد باتخاذ القرارات .. لطالما اراد الصلح مع والده ولكن ضعفه حين كان اصماً لا يسمع يشعره بالخجل من نفسه امام ابيه.. لطالما كان ابوه يتطلع اليه .. ويؤمن بأن صغيره تاتا سوف يصبر اعظم موسيقار .. كان تايهيونغ يحاول اقناع نفسه بانه يكره اباه ويلومه على ما حصل .. ولكن تايهيونغ كان خائفاً من نظرة الخيبه التي تتضح دائماً في عينا ابيه .. ولطالما كان يخشى ان يظهر حزنه حيال ما جرى امام ابيه .. كان يخشى ان يزداد انحناء ظهره المنكسر حزناً .. ولكن بفضل ظهور سراب جيمين، استطاع التشجع والاقبال على الاعتذار والتوقف عن التردد وعدم اظهار مشاعره التي يخبئها .. مشاعر الاسف، الندم، الخزي.. بكى امام ابيه الذي لم يبقى واقفاً.. بل جلس على ركبتيه يعانق ابنه الوحيد .. عائلته ومحور حياته البائسه التي تركتها زوجته لهم واختارت النوم بسلام .. ولكن لم يعودا وحدهما .. انهما يملكان بعض .. سيضمدان جراح بعضهما .. ويكسران حاجز الحزن معاً .. سيتطلعان الى الضوء المنبثق في نهاية النفق المظلم..معاً .

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن