غيمتي |٢١|

14.8K 1.7K 2K
                                    



••••••••

" يوري .. ماذا تفعلين ؟ .. هل تحاكين القردة ؟ "

هذا ما قاله تاي الصغير اثناء مراقبته لتلك الطفلة المشاغبة التي تصغره بسنه وهي تحاول صعود سياج المدرسة محاولةً الهروب من الحصص ..

توجه نحوها حين نفذ صبره وقام بدغدتها لتصرخ ضاحكةً بصخب طفولي وينتهي بها الامر تتعثر وكادت تسقط لو لم يتمسك بها تاي المنزعج اثناء قوله

" الامتحانات على الأبواب وإن تم الامساك بِكِـ ستفصلين لمدة أسبوع .. وسينتهي بكِ الأمر راسبة ، وستصبحين متأخرةً قبلي بسنتين وبهذا لن نستطيع امضاء الوقت معاً كثيراً في الإعدادية وسأصبح وحيداً بدونك لهذا السبب انا امنعكِ من الهروب "

التفتت نحوه وفمها مفتوح بالكامل من شدة الصدمة ، اغلق فمها حين وضع اصبعه السبّابه أسفل ذقنها وقال

" سبق وقلت لكِ أنك الوحيدة التي اصبح ثرثاراً امامها "

ليمدّ يده التي تكبر يدها قليلاً وقال باسم الثغر مميلاً رأسه قليلاً

" كوني مطيعه .. و لنعود ادراجنا للصف "

فقالت بإستياء وهي تخفي يديها عنه خلف ظهرها

" ستمطرُ بعد بضع ساعات .. عليَّ إطعام الجرو المشرّد والتأكد من أنه في أمانٍ من المطر .. لهذا اريد الهروب .. لا اريد ان اعود الان "

تنهد بضيق ينظر لعينيها اللتان اغرورقتا بالدموع وبعدها قال اثناء ما سحب يدها من خلف ظهرها يشبك انامله بخاصتها

" ستبدأ آخر حصة بعد قليل ، وسنذهب بعدها معاً لإطعام الجرو موافقه ؟ "

لتومئ برأسها قليلاً وتتبعه بصمت اثناء ما كان يسحبها خلفه للصف .. وبعد انتهاء الحصة كانت يوري اول من خرج بينما كان تاي يجاري خطواتها بعدما كاد ان ينسى حقيبته بالصف ..

اخرج تاي مظلته حين شعر بقطرات مطرٍ خفيفه ترتطم فوق كتفيه ، ولحق بيوري التي أوصلته الى فناءٍ خالي ومهجور .. كان الظلام يكتسحُ المكان سوى بعض تجويفاتٍ ونوافذ يخترقها ضوء النهار حالما اوشك على سحبها والخروج خوفاً من الظلام سمع صوتاً لجروٍ صغير ..

سرعان ما ركضت يوري نحو الصوت بحماس تكاد تبكي من سعادتها لأنها وجدته اخيراً قبل ان يشتد البرد ويهطل المطر بغزاره ..

وجدت جرو ابيض صغير يختبئ خلف احد الصناديق وبدى مذعوراً .. جلست يوري جلسة القرفصاء وهي تناديه بهمسٍ رقيق ، ليتوجه نحوها بتردد لتضمه بين ذراعيها اثناء ما كان يلعق جبينها وسط تبسّم تاي ، وضعاهُ في احد الصناديق وخلع تاي سترته يضعها تحت الجرو فقالت يوري بتساؤل اثناء ما كانت تمسح على رأس الجرو المطمئن البال

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن