جدرانُ عُزْلَتِه |١٣|

12.7K 1.8K 786
                                    






____

" تاي؟ .. قل لي أنه مقلب "

لم تتلقى يوري الصغيره جواباً من تاي الذي سقط في البُحيرة وَلَم يخرج خلفه سوى الفقاعات على سطح المياه .. كان من المفترض ان يسبح قليلاً قرب البحيرة التي ليست بعميقه ويخرج ولكنه اطال البقاء تحت المياه ، كانت يوري راكعه على ركبتيها امام زرقة الماء تكاد تبكي من شدة الخوف .. هي لا تعرف السباحة .. لذا نهضت تنوي مناداة أحدٍ ما لينقذ صديقها .

ولكنها تسمّرت مكانها حين سمعت تخبّطاً بالماء .. التفتت تحملق بعيونٍ خضراء حدقتيهما مرتعشه .. و رأت ذراع تاي ظاهرةً من فوق الماء .. التقطت عصا تحت قدميها وركعت تمدُّ العصا نحو تاي الذي يسعل في كلِّ مرةٍ يحاول فيها التنفس وإخراج رأسه من أسفل المياه

" تاي ! امسك بالعصا ! "

تشبّث بالعصا بصعوبة يريد ان يتنفس وحين كانت يوري تحاول سحبه غطست العصا بالمياه مع ثقل تاي تاي الى العمق ..

تخبّط تاي يصارع المياه فشعر بالوهن والضعف ليغطس بالأسفل وتغطس معه عصا يوري التي تقضم شّفتها السفلى تدخل يدها بالمياه تبحث عن العصا مدركة ان تاي قد غرق .

لم يكن هناك أحدٌ في المكان ، فهو مكان تاي ويوري السري يتوجهان نحوه ويلعبان بالماء .. لم يكن هناك من يسمع صوت بكاء يوري ، او أحدٌ لينقذ تاي من الغرق ..

نهضت يوري فجأه وحاولت الغطس خلف تاي رغم انها لا تجيد السباحة ، ولكن احدهم انتشلها يحيط خصرها بذراعه القوية وهو يبعدها عن الماء ، فهزّ كتفيها مذعوراً يقول

" هل انتِ بخير ؟!! يوري ؟! "

رفعت يدها تشير للماء وهي تقول باكية لوالدِ تاي

" تاي يغرق .. تاي يغرق !! "

انقبض قلب والده وسرعان ما غطس بأسفل البحيرة يسبح للأسفل يبحث بعينيه عن تاي .. عن ابنه الصغير والوحيد ..

رأى جسده الصغير ينقادُ للإسفل ، ذراعاه ممدودتانِ كجناحي الملاك ، شعرهُ يتراقص بنغمٍ بطيء .. والفقاقيع تخرج مع فمه ، بينما كان يرتدي فردة حذاء واحده .. وبطنه مكشوف بسبب انسيابِ جسدهِ للقاع فأصبحت ملابسه ثقيله ولَم يستطع رفع نفسه لسطح المياه ..

سبح أبوه نحوه وتلامست اناملهما ليسحب يد صغيرهِ نحوه يحيط ذراعه حول خصره ويسبح بِهِ لسطح المياه ..خرج ابوه والمياه تنسكب من جسده وملابسه الرسمية التي تبللت بالكامل .. وضع ابنه على الارضيّة امام يوري التي كانت تضمُّ أناملها معاً وهي تترقب ..

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن