ذكرى |١٩|

13.3K 1.6K 1.5K
                                    







" تاي كاذب .. تاي أخلف وعوده لي .. لقد أمسيتُ وحيدةً مجدداً .. نكرة وغريبة أطوار منبوذة  "

هذا ما نطقت به يوري الصغيره الباكية وهي تجلس على ركبتيها امام شجرة التفاح في الظهيرة .. بعد أسبوع من انتقال تاي وعائلته عقب رحيل الجدة ميلا ..

كانت يوري تنوي حفر الأرض كي تستخرج صندوق الذكريات الخاص بهما حين اشتاقت اليه

ولكنها لم تستطع فعل هذا ..

ليس بعد ..

لا زالت تثق به ..

لا زالت تثق بأنه سيعود بعد ١٣ سنه ليفتح كلاهما الصندوق .. معاً

قالت يوري الصغيره اثناء ما كانت دموعها تنزلق برقّه على وجنتيها المتورّدتين

" جدتي ميلا  .. وكذلك تاي .. انا وحيده بدونكما .. لماذا تركتماني ؟ هل لأنني مشاغبه ؟ .. سوف أكون مهذبة .. لذا عودا "

ضمّت كفّيها معاً وهي تنظر للسماء المزرقّه بعينيها الخضراوين تهمس

" إلهي .. انا لن اخرج من المنزل دون إذن والداي .. ولن اُقلِق تاي علي مجدداً .. انا لن اقتطف ورود حديقة جدتي ميلا .. لَن أركض في الردهات ، وسوف اجتهد بدراستي .. لذا ارجوك أعِدهما إليّ .. "

تلك أقصى ذكرى تعلّقت في خُلد يوري، وهذا ما كانت تظن انه حصل .. فبعد الحادث اللذي تعرض كلاهما له .. يوري اصبحت لا تتذكر سوى بقايا طفولتها مع تاي .. والباقي تبدد مع الرياح .. كما لو انه لم يحصل يوماً .. كما لو انهما لم يفتحا الصندوق معاً .. او انهما تواعدا .. وتزوجا .. كما لو انه لم يعزف لها يوماً امام الحضور بعدما ألّف معزوفة غيمة تقطن بالأرض ..

فقد نسيت يوري كل تلك الذكريات الثمينة.. وهذا ما كسر تاي اكثر من كونه قد امسى موسيقار أصم.

••

عادت الأضواء واستعاد تايهيونغ نظره لتقعانِ عينيه المرتجفة على أنظار يوري التي تحدق فيه قلقه والتي سرعان ما ابتسمت حين عادت الاضواء

" انظر ! كل شيء بخير .. لقد تبدد الظلام "

نظر اليها بنظراتٍ خائفه و اجبر نفسه على رسمِ ابتسامة رغم شحوب ملامحه من شدة خوفه قبل قليل .. ولو اطال الظلام يحكم عليه لربما بكى كالطفل أمامها ..

لهذا السبب اطلق تنهيدة راحة وهو يخفض انظاره لندبة معصمها ، ولَم يدرك فعلته حين تحسّس آثار الندبة بأنامله القمحية .. بينما كانت يوري تنظر اليه بفضول ..

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن