•••تمرّدت انامل جين ليعبَثَ بخصلاِت شعر جيمين الشارد امامه والذي سرعان ما نظر اليه بعيونٍ فارغه متسائلاً عن سبب فعلته ..
فابتسم جين ابتسامةً دافئه قائلاً
" تبدو شارِدَ الذهن هذه الأيام .. هل هذا بسببِ خَوفِكَـ على تايهيونغ ؟ لا تقلق .. سيكونُ بخير بعد مُضي الزمن .. سنكون جميعنا بجانبه ولن نتركه مع صمته وحيداً .. "
ابتسم جيمين ببهوت ولَم ينطق ببنت شفه ، بل ابعد يد جين عن رأسه وأكمل المسح على طاولة المطعم الذي ينتمي لجين .. عبس الأكبر يقول
" جيمين .. مالخطب ؟ "
خرجَ جيمين من سرحانه ورفع عينيهِ الذابلتانِ نحو جين الواقف امامه و الذي زفر بضيقٍ حين أدركَ أن جيمين لم يعيره انتباهاً ..
ومدّ راحة يدهُ نحو وجنة جيمين يضمها قائلاً
" تبدو شاحب الوجه .. توقف عن التنظيف وتعال برفقتي للمطبخ .. لنعدَّ طعاماً معاً ونتحدث قليلاً بشأنِ ما يُقلِقُكْ هذه الآونة "
زمَّ جيمين شفتاه وقال بتساؤل بصوته الهادئِ الرنان
" هل حقاً ستبقى معي طوال الْيَوْم ؟ .. ألن تزورَ تايهيونغ بالمشفى ؟ "
احاط جين بذراعه كتفيْ جيمين الضيقتين وقال باسم الثغر
" جونغكوك سيكون مرافقاً له بالمشفى ، الْيَوْم انا وانت فحسب "
ابتسمَ ثغر جيمين وقال متنهداً بأريحية
" هذا مريح .. لديّ الكَثيِر لأقوله لكْ .. ولكنني خشيتُ أن أكون عبئاً آخر .. فتايهيونغ لا يزال يشغل بالك "
سحبهُ جين داخل المطبخ يقول
" أنا الأب الخاص بكم .. هل رأيتَ أباً يرى اطفاله عبئاً ؟ "
ليبتسم جيمين رغماً عنه وهو يهزُّ رأسهُ نافياً ، وأثناء ما كان جيمين يعجن العجينة بيداه حاول سردَ ما يشغل باله ويقبضُ على قلبه هذه الآونة .. هو أنّ أمه قد ماتت .. أراد أن يسمع
" هذا ليسَ خطأك .. أنتَ لستَ السبب بموتها .. أنت لا ذنب لك جيمين "
ولكنه ابتلع كلماته حين رنّ هاتف جين الذي أشعل الموقد وسارع بالإجابة اثناء ما كان يعطي جيمين احدى ابتساماتهِ اللطيفه
" مالأمر جونغكوك ؟ .. "
خفض جيمين رأسه وابتسم ابتسامة خيبه ليكمل العجن كابتاً ما في جعبته ..
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...