الظرف |١٢|

13.2K 1.7K 1K
                                    





" تاي تاي .. هل أنتَ بِخَيْر ؟ "

رفع تاي عينيه الغارقتين بالدموع نحو يوري الواقفه امامه حيث يجلس ، متكئاً على جذع الشجرة وهو يضم ساقيه نحو صدره ..

فهزّ رأسهُ نافياً ، ليقول بصوتٍ مرتعش

" يوري .. جدتي ميلا نُقِلَت للمشفى صباح الْيَوْم .. أنا خائفٌ من أن اخسرها .. "

جلست بجانبه وهي تحيط ظهره بذراعها قائله بإبتسامةٍ متفائلة

" الجدةُ ميلا ليست ضعيفه يا تاي .. ستخرجُ قريباً من المشفى وتعِدُّ لـنا الأومليت "

رمش لتسقط دموعه العالقه ثم حدّقَ بإبتسامتها التي طمئنته .. ليومئ باسم الثِغرِ .. وقال

" أنتِ مُحِقّه .. جدتي ليست ضعيفه ، ستتغلّب على المرض لأجل حفيدها "

" الجدة ميلا هِيَ زورو الخاص بِنَا ، دائماً ما تنقذنا من عقاب والِديْنا .. اليس كذلك ؟ "

ابتسم وهو يمسح دموعه بكمِّ يدهِ ويقول

" لأنها تعرف كم أنتِ مثيرةٌ للمتاعب ، بالطبع ستتخذ جانبنا لكي تنقذ حفيدها "

نفثت بغيظ طفولي وهي تضرب جبينه بإصبعها الأوسط قائله وسط تألمه مصدوماً

" جدتي ميلا تحبُّ كِلانا بنفس المقدار ! "

حكّ جبينه وهو يضحك وسط استغرابها .. فقال بعدها بوقار

" وانا احبكِ وجدتي بنفسِ المقدار .. لا استطيع تخيُّلَ حياتي بدونكما "

نفخت وجنتيها المتورده كي تكبح ابتسامتها ولكنها غرقت بالضحك رغماً عنها وسط استغرابه .. لتقترب منه وهي تهمسُ في أذنه  واضعةً يدها قرب شفتيها

" أنا أُحِبُّكـ أكثر من الأومليت التي تُعِدُّه الجدة ميلا "

لتبزغ ابتسامةُ فخرٍ على شفتيه ،. وبدى راضياً عن جوابها .. فهو يعلم كم تعشق يوري الأومليت ..

~~

تذكّرت يوري أولَ اعتراف لها حين كانت طفله .. وتاي تاي كان ذلك المحظوظ الذي سرق قلبها البريء . . كانت تغسل الأواني وهي تتأملُ من النافذه طفلين يلعبان بالحديقة ..

ثم تنهدت بضيق وهي تغلق صنبور المياه .. فقالت مخاطبةً نفسها

" أشعُرُ بالحنين الى حُبِّ طفولتي .. منذُ أن قابلتُ تاي جيرالد وذكريات الماضي  تجتاح عقلي .. "

موسيقاري الأصم     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن