حالما استوعبت يوري ما قالته لها الطبيبة لوليتا سرعان ما قالت بذهول وهي تضع راحة يدها فوق جبينها غير مصدقه .." اين هو ؟ .. اين تاي ؟ "
ضحكت لوليتّا حين رأت امارات التعجب على سمى يوري، ثم قالت وهي تتنفس بتسارع من شدة سعادتها
" كان متردداً بإخباركِ لذا طلب مني هذا المعروف .. انه يجلس بالحديقه "
سارعت يوري بالخروج من غرفته وتجاوزت المصعد تنزل السلالم بخطى متسارعه متحمسه للقائِه ..
خرجت الى الحديقه وهي تدور حول نفسها تبحث عن هيئته .. ظله .. وجوده ... اضلاعها ترتجف وترغب بعناقه وتشجيعه .. هي مدركة بأنه خائف من العمليه الجراحيه فهذا قرار صعب اتخاذه .. كانت تبحث بخضراوتيها عنه .. حتى وجدته اخيراً يتمشى وهو يضع يديه بجيبي قميص المرضى خاصته رأفع الرأس يحدق بالسماء الصافيه ..
خفض أنظاره لتقع عليها .. قابل تعابيرها المتأثره بإبتسامةٍ مطمْئِنَه وهو يرفع ذراعيه نحوها يطالب بالعناق ..
لتركض نحوه مسرعه تحيط ظهره بذراعيها وهي تتكئ بذقنها على كتفه تغمض عينيها التي اغرورقت بدموع السعاده .. بادلها العناق وهو يتكئ بذقنه فوق رأسها يبتسم .. وحالما ابتعدت عنه لمح دموع السعاده عالقه في محاجر دموعها .. ليهز رأسه بضيق وهو يمسح بإبهامه تلك الدموع قائلاً بصوته الرجولي
" غيمتي .. هل هذا مطر السعاده ؟ .. "
لتومئ له لتغطي وجهها براحتي يديها فابتسم رغماً عنه ليشبك انامل يمناه بيمناها ويقبّل ندبة معصمها مغمض العينان .. وحالما قابل نظراتها قال بإستياء ..
" سبب موافقتي على عملية زرع القوقعه .. هو لأني لا اريد ان اعيش حياتي عالمٌ بأنني الوحيد الذي لن يستطيع سماع صوتكِ .. هذا غير عادل ، انا الأحقُّ بذلك "
لتضم وجنته وهي تتنهد بأريحية .. فقالت بعدها
" انا سعيده لأجلك .. ستصبح قادراً على العزف امام الجميع بثقه مجدداً .. لن تكون موسيقاراً اصم بعد الآن "
حالما انتهى من قراءة لغة شفتيه تجعدت المساحه التي بين حاجبيه وفصل اناملهما عن بعض يقول بجدية
" لا شأن لإجرائي العملية بقرار عزفي مجدداً .. انا لن امارس حلمي مجدداً وهذا عقابي الذي تقبّلته .. لم يتغير شيء "
فتراجع الى الخلف منزعجاً ينوي الرحيل لو لم يتفاجئ بها تتشبث بذراعه وهي تمشي معه تبتسم له بصمت .. ولم تتكلم بشأن هذا الموضوع .. ليخفض رأسه بإستياء لو لم ترفع ذقنه مجدداً تدير وجهه نحوها وهي تقول
أنت تقرأ
موسيقاري الأصم
Romance" حين أكبر بالمستقبل سأتزوجُ مِنْك " قالتها يوري ذات التاسعة من العمر بينما كانت فوق ظهر صديقها تاي ذو عمر العاشرة والذي أُضطُرّ لحملها بعدما لوَتْ قدمها حين كانا يلعبان قرب الشجره .. فقال بصوتٍ هادئ وهو يحاول كبح إبتسامة الرضى عن وجهه الصغير "...