اللقاء الأول

70.5K 1.3K 101
                                    

لندن

كانت تجلس في احدى الزوايا تراقب الموجودين ،
تتنقل عيناها بينهم وهي تتسائل :
ايكون هذا؟ اممم لا لم أستهضمه ..
اذن قد يكون ذاك الطويل ذو الشعر الاسود ؟..
اووه لا ماهذه الضحكة الصقيعة !! لا لن يكون هو ..

بقيت على هذه الحال لمدة ساعتين واكثر ..
كادت ان تستسلم وتعود ادراجها الى ان لمحت شخصا جديداً يدخل المكان ..
طويلا ذو شعر بني ينساب مع مشيته الرزينة.. 
كتفان عريضان وعينان تلمعاان برغم اضاءة المكان الخافتة والصخب الذي يعم المكان الا ان لدخوله هيبة واضحة ..
لم يكن شخصا عادياً ..
بقيت تنظر اليه وتحدث نفسها :
انه وسيم .. اممم وسيم جدا .. طويل وهذا ما كنت احلم به دائماً وعضلات ذراعيه واضحة..
الاهم يبدو ناضجاً لايشبه الطائشين الذين يملؤن المكان والنضج يعني الخبرة وهذا ضروري يجب ان يكون ذو خبرة ليسد النقص الشحيح فيها من جانبي ..

تابعته بنظراتها كيف بدأن النساء بالاقتراب منه ..
نظراته لهن ولمساته لبعضهن ..

امم جميل انه يعرف اين يضع يديه همست لنفسها وهي تبتسم ..
انه هو لا محالة ..

اما هو عندما كان يجول بنظره في كل المكان انتبه لها .. حتى انه اعاد النظر لها مرتين ..
لم يكن لانها جذبته لجمالها او اغرته بحركات او فستان جريء بل لانها كانت مختلفة ..
مختلفة تماما ..
مختلفة عن كل ما يحيط بها في هذا المكان
ولا يبدو انها معتادة على اجواءه ايضاً

تفحصها من الأسفل الى الاعلى وهمس لنفسه هي لا تنتمي الى هنا ابداً .. 
ابعد نظره عنها وعندما اراد ان ينظر مجددا وجدها تتفحصه بعينين ثاقبتين .. وكأنها تنظر الى هدف محكم
انزل راسه وحرك يده على حاجبه الايسر وابتسم ..
ابتسمت هي لا ارادياً له ..
وتيقنت من انها اختارته : انه هو ..
هميت انفسها وهي تسحب نفسا عميقاً

تركت مكانها وذهبت لتجلس على الكرسي المجاور له على البار وطلبت عصير فواكه بدون كحول بلغة أنكليزية سليمة حتى اجزم في نفسه أنها اكيد انكليزية ..
لم يلتفت لها ولا هي مع انهما يجاوران بعضهما البعض تماماً في جلستهما ..
في داخلها قالت ان التفت هو تم كل شيء ..
اخذت نفسا عميقا اخر لتصلها رائحة عطره
له عبق آخاذ ورائحة تدوخ عقلي!! ..

لكنه تعمد ان لا يلتفت اراد ان تأتي الحركة الأولى منها..
بقيا هكذا لمدة نصف ساعة الى ان رن هاتفها ..
لم تجب بالبداية ولكن اصرار المتصل لاكثر من مرة اجبرها وفاجئ من يجلس بجوارها عندما تحدثت بالتركية وبأنفعال !!

هاندا : ماذا هناك توتشا ؟ لماذا تصرين على الاتصال ؟
اتركوني اتنفس قليلا .. كفى !!
واغلقت الهاتف ..
زفرت نفسا طويلا بعدها ..

لم يستطع ان لا يلتفت لها .. التفت واومأ بعينيه محيياً لها .. ردت بأبتسامة وفي نفسها قالت: ما هذه العينان !!
تأسران من ينظر اليهما !!..

أطالت النظر اليه فأبتسم ..
انزلت رأسها ثم رفعته وقالت له
هاندا : أنا أسفة ان ازعجتك بالمكالمة وهي تشير لهاتفها .. هاكان: لايوجد مشكلة .. المكان صاخب اساساً ..

هاندا وهي تكلم نفسها بدون صوت (ما هذا الان حتى صوته مثير جداً.. كيف سأبقى أتظاهر بالقوة أمامه و لكنته رائعة انه أنكليزي غالباً .. )

قطع تفكيرها وهو يسأل
هاكان : يبدو انك مستاءة وجئتِ للمكان الخاطئ؟
هاندا: ما الذي دفعك لقول هذا؟
هاكان: مظهرك !
رفعت احد حاجبيها بتعجب !
هاندا: مابه مظهري ؟
هاكان: أحقاً تسألين !
هاندا: نعم واتوقع جواباً
هاكان: انت ترتدين بلوزة وبنطالا من الجينز واحمر شفاه احمر .. ونحن في ملهى ليلي كل الموجودات متأنقات بافتن الفساتين وأكثرها جرأة !
هاندا: اي يعني؟!
هاكان: يعني انك لم تخططي مسبقاً للتواجد هنا .. ربما اتخذتي قراراً أنيا بالدخول الى هنا وحسب
هاندا: انا اردت التواجد هنا بغض النظر عن اي سبب اخر

كانت الموسيقى صاخبة وعالية كان ينحني قرب اذنها كلما اراد ان يكلمها وهي ترفع صوتها وراسها نحوه ..
بدأت الموسيقى تصبح ابطئ واهدئ ..
تبادلا النظرات وقال اخيرا
هاكان : اذن هل ستبقين تنظرين لي ؟ قولي ما يدور برأسك !

هاندا وهي تبتسم: هل تدري وانا كنت افكر بنفس الشي
هاكان: لكنك من كنتي تراقبينني لا انا فقولي انتِ اولاً
هاندا: ومن قال اني اراقبك ؟
هاكان: لنتجاوز هذا الفصل اذن .. ماذا تريدين؟
وهو ينظر بمكر وعيناه تلمعان

هاندا: ماذا برأيك ؟
وهي تحاول ان تجعل نظرتها جريئة نحوه ..

ضحك هو تلقائياً لنظرتها وقال
هاكان: كم عمرك ؟
هاندا: فعلاً.. اهذا ما تريد سؤالي اياه؟..
هاكان: انا فقط اتأكد انك مسموح لكي بالتواجد هنا .. يعني لست تحت السن القانوني او ما شابه ذلك
هاندا: مسموح طبعا ماذا تظن ؟.. كل هذا التهكم لانني لا ارتدي فستانا جريئا كالبقية ؟ كيف تفكر؟

Once & Foreverحيث تعيش القصص. اكتشف الآن