Part 2

1.5K 164 41
                                    

في هذه الحياة نحن لسنا سوى مجرد جنود مجهولين نحارب عدواً مجهولاً
نقضي حياتنا جرياً خلف شيء لا ندركه ؛ وتمر بنا الايام دون ان نعيشها
وبينما نجري لاهثين خلف السراب تمر الحقائق كنهر عابر اسفل قدمينا ..
نطرق ابواب القدر ونبحث خلف نوافذه عن سعادة تلاحقنا كظلنا لكننا لا نراها
ومع طول بحثنا الأعمى تغيب شمس الأمل ويختفي في ظلامها الدامس ما كنا نبحث عنه ..

تنهد بضجر وهو يتمشى في ممرات كليته ؛ كل الأشياء حوله تبدو باهتة ومكررة
كل النساء تبدو متشابهات ووحدها المختلفة لكن هذا الإختلاف يرفضه عقله بينما يعشقه قلبه !

اسرعت اليه بحماس وهي تتقافز فرحاً فابتسم مرغماً على حالها
رفعت ورقة الاختبار امامه لتتكلم ببهجة : علامة امتياز جديدة ؛ ماذا عنك ؟

دونغهي : لازلت تفرحين لعلاماتك كالأطفال !

سومين بسخرية : ما هي نتيجتك ايها البالغ الحكيم ؟

ابتسم بثقة وهو يخرج ورقته من احد كتبه وناولها لها لتتسع عينيها وتصفر باعجاب
سومين : امتياز ايضاً ، هذا رائع لي دونغهي !

دونغهي : لا تنسي انك تتكلمين مع الأعلامي الذي سيكون الأفضل في المستقبل

ضحكت بخفة وهي ترفع يديها امامه كأنه تصوره : اذا ما هو تعليقك على هذا الحدث المهم ؛ كيف سيحتفل الاعلامي دونغهي وزميله المصور هان على علامتهما ؟

وقف باعتدال كما لو انه يقف امام الكاميرا بحق وتنحنح ليجيب : اولاً هي زميلتي هان سومين وثانياً هل علينا الشرب ؟

غمزته بشغب : او نلعب كرة السلة !

امسكها من ذراعها ليسحبها خلفه : او كلا الأمرين

ضحكت بسعادة وذهبت خلفه نحو ملعب كرة السلة في الجامعة
خلعت قميصها الأحمر لتربطه حول وسطها النحيل وبقيت بقميص قطني ابيض خفيف
خللت اناملها بخصلات شعرها القصير لتعيدها للخلف وتبعدها عن جبينها ثم صفقت بحرارة تعلن استعدادها

اما دونغهي فكان يقف باستهزاء وهو يعبث بالكرة بين يديه ثم بسرعة بدأ هجومه ليحرز اول سلة له فيصفر بحماس
اما هي فتنفخ بضجر وتستعد لهجومها هي هذه المرة

بجسدها الصغير حاولت التملص من محيط ذراعيه الواسع الذي يفرد اجنحته حولها ليمنعها من العبور
حاول اخذ الكرة من يديها مما جعلها تبدو كما لو انها بين ذراعيه في عناق خلفي بريء

نظرت له بطرفها تحذره من قربه الشديد الذي يشكل خطراً على قلبها
فانتهز توهانها ليخطف الكرة من يديها واتجه بها نحو السلة فلحقته بسرعة
ولتقطع رميته قفزت ولقصر قامتها استعانت به عندما وضعت يدها على كتفه لترفع نفسها اكثر فأخطأت كرته السلة ..

مجرد لعبة روتينية يخوضانها كالعادة مع صوت ضحكاتهما المستمتعة وانفاسهما المرهقة
ومع نهاية تلك المباراه التي حسمت لصالح سومين نظفا الملعب مكان لعبهما ثم اتجها الى غرفة التبديل
بدلا ثيابهما المتعرقة بأخرى نظيقة بعد ان استحما ليغادرا نحو احد المطاعم المتجولة التي تكون منصوبة على ارصفة الشوارع وتقدم الشراب مع الأطعمة الخفيفة

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن