الفصل العاشر

789 160 62
                                    

مع انتهاء ساعات العمل الطويله ؛ وقفت امام مبنى المحطة تنتظر ان يصل انهيوك ليقلها كما العادة
وبينما كانت واقفه في مكانها تراقب المارة بصمت وقف احدهم الى جانبها

ليست بحاجة الالتفات لتعرف من يكون ؛ رائحة عطره الشهية سبقته اليها ، استشعرت هالته المألوفة تحوم حولها قبل ان يقف الى جانبها حتى
لكنها فضلت التزام الصمت وادعاء جهلها بوجوده بينما كان له رأي اخر

تكلم بهدوء : هل سترفضين عرضي بايصالك مجدداً ؟

تنهدت بلطف : اعتذر لكنني انتظر وصول انهيوك .

حرك رأسه بالايجاب تاركاً بعض السكون يتخلل بينهما قبل ان يتكلم : هل كنت تجهزين المنزل لتتزوجا به حقاً ؟

نظرت اليه بزاوية عينيها قبل ان تهمهم موافقة ليردف بصوت منكسر جريح : هل هذا هو قرارك الأخير ؛ ألن تمنحيني فرصة واحدة لتعويض ما فاتني ؟

سومين بحزن : ما مضى قد انتهى دونغهي ، لننظر الى الأمام فحسب ، وكلما نظرت امامي لا اجد سوى انهيوك رجلاً يستحق قلبي وحياتي ..

شد قبضته بهدوء بينما اصتكت اسنانه ببعضها لشدة غضبه قبل ان يلتفت اليها
تأمل شعرها الطويل الذي تداعبه نسمات الهواء ليزعج ملامحها بينما تحاول اناملها عبثاً ابعاده عن عينيها

تقدم ليقف امامها مباشرة وبيده ازال خصلات شعرها البندقية ليثبتها خلف اذنها بينما عينيه تستبيحان حرمة ملامحها الفاتنة
يتشرب تفاصيل جمالها الأنثوي الذي ارداه عشيقاً منذ اول لقاء لهما متجاهلاً براءة طفولتهما
تأمل شهد عينيها الذي تسبح فيه النجوم والكواكب كما لو انها مجرة واسعة قذفت عليه شهبها النارية لتشعل روحه بالحب ..

وما كان منها الا ان تهدأ للحظات تجاريه في جنون نظراته النارية
تذوب بنعومة لمسته التي تخطت جميع الحواجز وركنت على وجنتها المتوردة لشدة برودة الجو حولهما

ما عاد قادراً على منع نفسه اكثر ؛ عاش سنواتِِ طويلة من الانكار وهو يلجم جماح رغباته اتجاهها
قضى الكثير من الوقت وهو يرفض مشاعره ويقيلها الى زاوية الرفض بينما كان يجري قلبه اليها لاهثاً في كل لقاء

همس بهدوء : وهكذا ؛ ألا زلت لا ترين غيره امامك ؟

اكتفى من الصمت .. اكتفى من الحرمان ؛ اكتوى بنيران الهوى التي حرم نفسه منها ..
اقترب بدون ان يستأذنها بعدما وجد من صمتها ؛ بدون ان يفكر طويلاً بتبعات فعلته
كل ما اراده هو ان يتذوق طعم شفتيها الشهيتين ؛ ان يتشبع بلذتهما حتى الثماله ..

اما هي فكان قلبها قد خانها من اجله كما اعتاد منذ الأزل
تلاحقت نبضاته تباعاً تجري الى حضنه الشهي لتغفو بين ضلوعه متلاحمة مع نبضه المتعثر
كادت تسدل عينيها وتترك نفسها تتوه معها في عميق قبلة كالحلم عاشا طويلاً يحلمان به ولم يحققاه يوماً ..

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن