الفصل السابع

752 121 36
                                    

حدقت بوجهه الشاحب من برودة الجو ؛ عينيه الناعستين اللتين احمرتا من طول سهره وبرودة الجو حوله
مظهره الذي بدا مؤكداً لها انه قضى ليلته هنا ينتظرها ان تخرج اليه رغم صدها ورفضها

تكلم بصوتِِ واهنِِ متعب ليقطع تأملها : خطيبك صاحب نظرة ثاقبة وواعية ؛ لابد انه عاشق وله من صنع ذلك الرجل الثلجي لك وانتظرك طيلة الليل ....

ابتلعت كومة من الدموع تشبثت بحنجرتها وتصلبت نظراتها الجامدة على ملامحه
تقمصت برودة الجو المحيطة بهما لتتكلم بصوت يحمل ذات البرودة : لابد انك مجنون ..!

دونغهي : كنت انتظرك

سومين : اخبرتك ان تغادر

دونغهي : لم اتمكن من المغادرة بدون ان اتحدث معك ...

قبل ان يتابع جملته عطس بقوة فارتجف جسدها ؛ تحركت قدمها رغماً عنها خطوة نحوه ثم استرجعتها وعاندت جسدها

تكلمت تدعي الهدوء : لقد مرضت بسبب عنادك !

سحب المياه التي سالت من انفه بتذمر ليتكلم عابساً : مرضت لانك تجاهلتني

همست من بين اسنانها : احمق .

تركته وغادرت المكان بخطواتِِ هادئة رغم تردد انفاسها التي هرعت اليه تطبطب على قلبه
سارعت للصعود بجانب انهيوك الذي كان ينتظرها لينطلق بها نحو مكان عملها

اما ذلك الذي تركته خلفها نفخ انفاسه بضجر قبل ان يعيد نظره الى رجل الثلج الذي صنعه
ابتسم بخفة ؛ موقن هو انها لم تعد من اجل لا شيء
مدرك تماماً لما احدثه بداخلها من مشاعر متناقضة بحركاته العابثة ويثق ان الحب الذي كان يحتل جنبات قلبها ذات يوم نحوه لن يموت ويتلاشى بتلك السهوله
بل ان بذرته لابد وبقيت اثارها في تربة قلبها وكل ما عليه فعله هو اغداقها بامطار حبه لتنمو وتزدهر ..

جلس القرفصاء امام رجل الثلج واخرج حجر الفحم الذي كتب فيه على لوحاته واضاف اسفل كلمة " احبك " .. " لازلت احبك "
ابتسم برضى قبل ان يعطس بقوة مجدداً فنهض من مكانه متأففاً ليغادر مرهقاً ..

خلال ساعات العمل في ذلك النهار ؛ وقبل بدأ تصوير البرنامج اثناء التجهيزات الأولى
كان المسؤول عن ملابسه يعتني به عندما عاد ليسعل ويعطس
اخذ يسحب ما يسيل من انفه بسبب عطاسه المتكرر فتقدمت منه هيلين ضاحكه

ناولته منديلها لتتكلم بلطف : هل اصبت بالزكام ؟

اخذ المنديل من يدها ليمسح انفه قبل ان يتكلم بصوت متعب : اظن ذلك

هيلين : يجب ان تعتني بنفسك جيداً

قالت كلماتها تلك وهي تضع يدها على جبينه لتعاين حرارته فابتسم لها بامتنان
ولم يعلم لماذا شعر بنظرات حارقة كأشعة الليزر تخترق جسده
تتبع تلك النظرات ليقع بصره عليها حيث كانت من بعيد وخلف احد الكاميرات تحدق فيهما بشيء من البرود

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن