الفصل الخامس

739 142 52
                                    

حدق بعينيها المتفاجئة التي احتقنت بالدموع و شعر بأن قلبه وقع منه بعيدا ، لقد أخبرته من قبل أنها ترى بعينيها نظراتها نحوه ، أخبرته أنها تشعر بالتهديد ناحيتها و ها هي مخاوفها و شكوكها تتحقق و أمام عينيها ، و الأسوء هو يقف وقفة متهم بريئ ولا يجد أي شيء ليدافع به عن نفسه !

شعرت بثورة تعنف قلبها و تثير انتفاضة عظيمة داخلها ، هو حبيبيها ، عشقها و زوجها الذي جمعتهما أيامهما المؤلمة قبل السعيدة ، تعذبا كثيرا حتى حصلا على بعضهما فهل ستحزن و تلعب دور الضحية و المظلومة و تترك حقها يضيع بين كفي فتاة اقتحمت حياتهما ؟!

تركت الباب و تقدمت للداخل اقتربت من بورا و أبعدت كفها عن ذراعه بعنف و أزاحتها بعيدا 
حدقت بعينيها و بقوة ، حتى دموعها المحتقنة اختفت ، فكيف تلبست هذه القوة ؟

تمسكت هي بذراعه و تحدثت بثبات :  لما أنت هنا ؟

حدقت نحوها بورا و اختفت فرحتها ، كانت تعتقد أنها ستستطيع زرع الشق و الخصام بينهما و لكن ها هي تواجهها بقوة ، لا تعلم أنها أنثى كلما تألمت كلما أصبحت أقوى و لن تفرط بيوم بمن عشق و هوى قلبها

بورا : أتيت لزيارة بيت قريبي

هيلين : ليس بيته لوحده و ليس من اللائق أن تأتي بدون موعد مسبق !

وقف هو ملجماً عن الكلام يرى كيف تتمسك به بشراسة

بورا : و لكن كنت أحتاجه في مساعدة مستعجلة فلم يتسنى لي الاتصال و أخذ موعد مسبق

ابتسمت بوجهها أكثر و شابكت أناملها مع أنامله لتجعل بورا تراها بوضوح ، هي لا تتكلم و لكن تخبرها بحركاتها أنهما مترابطان و بشدة ، ما يجمعهما حبل قوي غطس بمياه مقدسة فترابطت خصلاته بقوة ، هكذا هما ترابطت روحيهما بقوة

هيلين : أعتقد أنك كنت ستغادرين عند وصولي

شعرت بورا بأنها مرفوضة ، و فهمت أنها تطردها بلباقة

بورا : أجل كنت مغادرة و لكن اذا أردت سأبقى

هيلين : ابدا فنحن كنا نخطط للخروج و أنت لابد أنك مشغولة كثيرا ، اليس كذلك حبيبي ؟

قالتها لتحدق نحو عينيه التائهة فيها ، يقف كأحمق و هو يشاهد مشادتهما ، بل حربهما الباردة و عندما طال انتظارها لرده عليها ضربته بمرفقها لتجعله يستفيق و تحدثت بينما تحدق بعينيه : أليس كذلك حبيبي ؟

نفض عنه ذلك التعجب و تحدث بسرعة يجاريها : بلى ، نحن سنخرج

خرجت بورا و وقفت أمامهما و عندما رفعت كفها لتلوح لهما صفقت هيلين الباب بوجهها بقوة ، حدقت نحو عينيه التي لعبت بهما الصدمة و قلبه الذي خمد من خوفه
عاد الانزعاج و الغضب ليحتل عينيها الجميلتين و سحبته معا قسرا  نحو غرفة المعيشة ، وقفت و وضعت كفيها على صدره لتدفعه و يجلس على الأريكة و هي وقفت تكتف يديها إلى صدرها و حدقت نحوه بنظرات قاتلة

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن