الفصل الخامس عشر والأخير

1.4K 117 88
                                    

مساء ذلك اليوم ؛ وبعد نهار عمل طويل ومزدحم كانت تقف امام مدخل المحطة وهي تضع الهاتف على اذنها
تعبث بحقيبتها بينما تسند الهاتف بكتفها دون ان تنتبه على ذلك الرجل الذي كان يقف خلفها بمسافة قصيرة ويراقبها بنظراتِِ فضولية بحتة

اعتدلت بجسدها اخيراً عندما اتاها الرد من الجهة المقابلة لتتكلم بهدوء ولطف : سأغادر العمل حالاً واتي اليك ، اعتذر عن تأخري ..

اغلقت الهاتف واخفته في حقيبتها عندما اوقفت سيارة أجرة وصعدت اليها على عجل لتخبر السائق بوجهتها
اما هو فركض مسرعاً نحو سيارته ليتبعها بذات الفضول الذي ساقه الى مراقبتها منذ البدايه
هذا الموعد الذي تجاهلته للذهاب اليه ؛ اللقاء السري الذي أبت رغم محاولاته الكثيرة منذ الصباح اخباره عنه ولو القليل

وبعد مسافة ليست بالبعيدة توقفت سيارة الأجرة امام احد المطاعم أخيراً لتترجل منها
ناولت السائق اجرته ونظرت الى المطعم بنظرات مترفة بالحزن قبل ان تخطو بداخله بخطوات ثقيلة على فتات قلب تهشم حباً

اما دونغهي فترجل من سيارته بسرعة واعطى الحارس مفاتيحها ليركنها بنفسه واسرع خلفها
بحذر اخذ مكاناً له يمكنه من مراقبتها بينما تابعت سيرها لتصل الى مكان ذلك الشخص الذي ترهلت ملامحه حالما رآه ..

انحنت بلطف تقدم تحيتها له فسحب يدها اليه ليلثمها بقبلة انيقة قبل ان يبعد المقعد لها لتجلس عليه مقابلاً له

تكلمت مبتسمه بحزن : اشكرك لانك سمحت لي بمقابلتك

ابتسم بلطف : ما هذا الهراء الذي تتحدثين به ؛ تعلمين ان مكانك بداخلي لن يتغير ابداً وستبقين صديقتي اللطيفة والمميزة مهما حدث

سومين : انت رجل رائع انهيوك ؛ مهما بحثت لن اجد بمثاليتك لكنني كنت مجازاً للنقص الذي شوه مثالية قلبك ..

انهيوك : لا تبالغي فلم تخلق المثالية للبشرية يوماً ، لم أكن سوى رجلِِ اناني أصر على التمسك بك رغم علمه بأن ذلك يؤذي قلبك
منذ البدايه ادركت مشاعرك اتجاه دونغهي ؛ لكنني عاندت الظروف واسرفت في استغلال نقائك
كنت اعلم انكِ ستتخلين عن سعادتك من اجلي ، وانكِ تتمسكين بي على حساب قلبك الذي سلم مفاتيحه لرجل غيري
وذلك يؤكد لكِ انني لم اكن مثالياً يوماً ؛ لربما كنت تخليت عن سعادتي بحثاً عن سعادتك ان كنت منزهاً عن الأنانيه .. !

سومين : على الرغم من ذلك انت لم تقترف أي خطأ ؛ انها انا من لم تتمكن من الايفاء بوعودها والبقاء بجانبك

حرك رأسه نافياً : لقد وعدتك بأنني سأجعلكِ سعيدة مهما كان الثمن ، عاهدتك باستعادة ابتسامتك العفوية لكنني فشلت بذلك لان سعادتك كانت تنبع من قلب رجل اخر حاولت ان ابني بينكما سداً بعنادي وغروري
لو انني تماديت اكثر لكنتِ ذبلتِ كزهرة ربيعية احرقت بتلاتها اشعة الشمس وتهاوت عطشاً للحب ..
هناك وعود لا يمكننا الإيفاء بها ؛ هناك علاقات يجب علينا ان نعرف الوقت المناسب للانسحاب منها
ربما كنت متأخراً لكنني ادركت ذلك اخيراً ؛ بدلاً من ان اكون طرفاً ثالثاً يفسد حباً عظيماً اريد ان اكون عاشقاً لامرأة لا ترى غيري في الوجود
اريد ان اكون في مكاني المناسب بدلاً من كوني عقبة تعثر سعادة الاخرين

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن