شحبت ملامحها وانطفأ ذلك النور الذي كان يلهبهما منذ صباح اليوم
أبت كل أحرفها من تشكيل كلمة مناسبة او حتى اعتذار على الأقل قبل ان تبتعد عن المنزل مهزوزة الخطى مثقلة القلب ..لقد ذهب الى الحفل وتركها خلفه .. قام بدعوة هيلين ونسي امر دعوته لها منذ وقت طويل !
ما الذي كانت تنتظره على أي حال ؛ لماذا بالغت بتقدير هذا اليوم بينما لن يكون فيه اي شيء مميز ؟
جرح جديد .. وخيبة أخرى .. هذا ما يبرع في منحها اياه كلما رسمت امالها عليه .....تابعت خطواتها المتكسرة على حواف سكين حادة ؛ ملامحها باردة كخريف قاتم رغم بهجة الألوان التي تزينت بها
عينيها المتلألئتين بالدموع حبست قصراً وامتنعت عن تلطيخ زينتها ويكأنها تتعمد الحفاظ على ما فعلته من اجله منذ الصباح !بعد مشي طويل لم تشعر به لتوهان عقلها كانت تقف عند مدخل تلك القاعة الضخمة التي تعج بحشد وفير من الناس وتصدح منها الموسيقى الصاخبة احتفالاً
حركت بصرها في المكان بغير هدى ؛ ما الذي تبحث عنه .. هي نفسها لا تعرف !
هي صدمتها وفرحتها المبتوره بالخيبة قادتها الى هذا المكان الذي كانت تحلم فيه منذ طلب منها مرافقتهتجولت في المكان بهدوء ؛ جمالها الأخاذ ومظهرها الفاتن غير المألوف شد الأنظار نحوها بتعجب
لكنها لم تعر أياً من تلك النظرات أهمية حتى سقطت عينيها سهواً في حجر عينيه ..كان يقف عند أحد الطاولات بجانب هيلين ؛ يبتسم بإشراق حتى خبت ابتسامته فور رؤيتها
توقف الزمان حولهما وتجمد كل شيء عدا نبضاتها خائرة القوى التي كانت تهاجم نبضاته المتسارعه بضعف !كان يتأمل كل تفاصيلها بقلب ملهوف وأنفاس متقطعة ، لا يكاد يصدق انها امامه بحلتها هذه !
لا يمكنه انتزاع نظره عن جمالها الأخاذ وانوثتها التي طحنت قلبه .. حتى الجمال يمكن ان يكون سلاحاً قوياً يردي أشد الخصوم ..!!تبعثر عقله ؛ بل ان انفاسه تلاحقت بقوة كأنها على وشك مغادرة جسده الضعيف امام سطوة جسدها المثير بمنحنياته الفاتنة
تأمل شعرها المصفف بعناية ؛ ملامحها الجميلة المزينة باتقان
ثوبها القصير الذي يظهر فتنة ساقيها النحيلتين وقدها العاجي كمنحوتة ثمينة زينها عقدها الذي يلامس بشرتها النقية كأنة حجر كريم في نهرِِ صافي ...ازدرد لعابه بصعوبة ؛ حاول السيطرة على أطرافه ليتقدم منها لكنه تصلب في مكانه من جديد عندما استدارت مبتعدة عنه
ارادت ان تهرب منه ؛ لا تعلم لماذا اتت منذ البداية ان كانت غير قادرة على مواجهته !عند تشانيول الذي كان يقف بركن بارد و شبه مظلم و يحمل كأس شرابه بهذه الحفلة التي خطط لها كثيرا و لكن في النهاية خرجت هيلين عن توقعاته و صفعت مرة أخرى قلبه بكل برودة
ينظر نحوها و هي متألقة بثوبها الأزرق الياقوتي و الذي لم يزدها إلا فتنة بأعين الجميع و بأعينه هو خصوصا
شعرها الذهبي الذي يستريح بكل جرأة على كتفيها العاريتين
أحمر شفاهها الصارخ و ابتسامتها الخافتة ، كل شيء يجعله مجنونا بحبها و غاضبا بشدة
أنت تقرأ
انتِ لي || ألم
Fanfictionأنتِ ليِ ....... أنتِ ليِ شئتِ ما شئتِ أنتِ ليِ رفضتِ قبلتِ ................ أنتِ ليِ في عينيكِ أحلامي و في حضنكِ أنتِ منزلي من غيري عدّ رمشكِ شعرة شعره من غيري يَمُت أمامكِ من نظره من غيري يعرف كم الملح في أكلكِ حتى مقاس رجلكِ من غيري يملك...