الفصل السادس

733 126 42
                                    

وعندما شعر بهدوئها وارى خيبته من عدم تمسكها به كما كان يرتجي وتكلم بذات النبرة الهادئة وهو يشدد في عناقه لها ليدخلها بين اضلعه : لقد اعتدتي ان تتمسكي بي سومين ؛ لكنني انا الان من سيتمسك بك ولن افلت يدكِ ابداً ... !
انا احبك .. أحببتك منذ وقت طويل ؛ كنت فتاتي التي ابحث عنها بين الزحام رغم انها كانت بجانبي دائماً ..
كنتِ كنزي الذي لم أعي مدى أهميته حتى فقدته وكنتِ قلبي الذي فقد ادراكه بينما يبحث لاهثاً عنك دون ان يدرك انكِ بداخله ...
هذا الرجل الذي وصفته بالأناني يوماً لازال على انانيته ولن يتخلى عنكِ لأي رجلِِ آخر ..
الحب الذي كان يتملك قلبي استمر بالنمو حتى في غيابك وما عاد قلبي يتسع له ولابد لأغصانه ان تثمر متشبثة بكِ لذلك لا تبعديني ..
لا تحاولي نبذي او تجاهل وجودي ؛ لا تدفعيني لأنني سأعود اليكِ واتمسك بكِ اكثر من السابق معلناً جنون حبي لك ..

استمرت على صمتها ودهشتها وهي تستمع لكلماته التي تدفقت كالشلال دفعة واحدة
مشاعره التي تكتم عنها طويلاً حتى اكتوى بها وفقدها انفجرت بدون سابق انذار وحطت على حنان كتفها الذي كان يسند رأسه عليه

لم تعلق على مشاعره بينما تلاطم امواج مشاعرها العاتية
لم تعلم انه حمل لها ذات الحب في طفولتهما ؛ لم تعي انه كان يملك هذا القدر من الحب في طيات حديثه المرح ومشاكساته اللطيفة !

لكن ... في حين ان كلاهما كان مغرماً في الاخر ، بما انهما كانا عاشقين بهذا القدر لماذا لم يجتمعا يوماً ؟؟
لماذا كانا بذلك البعد بينما كانا قريبن لذلك الحد !
لماذا لم يفصح أحدهما بمشاعره ولم يدرك مشاعر الاخر حتى خسرا ذلك الحب العظيم تحت ظل عنادهما وتعمدهما للكتمان ...؟

رفع رأسه المثقل عن كتفها وابعدها عن حضنه بقدر بسيط ليتأمل ملامحها التائهة عقب اعترافه الذي أخذ منه طويلاً حتى أفصح عنه
تعلق بنظراتها المترددة ولاذ بشفتيها ليعرب عن الكثير من الكلمات لم يعرف لسانه ان ينطق بها كما يجب

رفع كفه لتضم وجنتها واقترب ببطئ ولطف لينعم بجنة شفتيها التي حرم منها طويلاً
ليخبرها بهمسات انفاسه ما بين قبلاته انه يحبها بالقدر الذي لا تفيه الكلمات حقه
وحالما تلامست شفتيهما حتى اشاحت بوجهها بعيداً عنه رافضة ما يبغي القيام به

لازالت على حيادها بالصمت ؛ لكن اطرافها هي من اجابته ليبتلع غصته ويبتعد خطوتين فيفسح لها المجال لتغادر المكان بذات الصمت الذي تحلت به امام جبروت حبه وامطار مشاعره التي تساقطت من غمامة قلبه عليها لتبلل روحها ...

وبعد ان اختفت من المكان زفر بقوة ليمنع نفسه من البكاء كالأطفال
نظر الى الفراغ من بعدها قبل ان يرسم شبه ابتسامة باهتة
رغم انها لم تقبل مشاعره فهي لم ترفضها أيضاً !
التزامها بالصمت كان أملاً تشبث به غريق عاشق مثله ليحث خطواته نحوها بشكل اوسع ..

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن