الفصل الثالث عشر

830 160 56
                                    

تفلتت من حصار الهوى الذي فرضه عليها وحدقت بنظراته المتسائلة بهلع قبل ان تحرك رأسها نافية : هذا غير صحيح ؛ انا ملكٌ لرجل اخر ، هذا خاطئ ..

لم تنتظر منه جواباً سحبت حقيبتها واسرعت هاربة من امامه تاركة اياه مأخوذاً بدهشة لحظة كانت كالخيال وسرعان ما تبخرت كالسراب
حدق بها وهي تبتعد لتختفي كما اختفت ساندريلا من بين ذراعي اميرها بدقة عقارب الساعة

لكن واقعها وحقيقة انها مرتبطة برجل اخر كانت هي عقاربها التي لدغتها لتختفي من بين يديه وتتركه مشدوهاً عطشاً للمزيد منها ...

وصلت الى الشقة التي تعيش فيها مع انهيوك لتغلق الباب بقوة وتسند جسدها المرهق من جريها عليه
رفعت كفها لتمسك بنبضها المبعثر وشدت بقبضتها عليه تاركة دموعها تنساب بسلاسه على ملامحها المشتتة

بعنف مسحت تلك الدموع واسرعت الى غرفتها لتبدل ثيابها قبل عودة انهيوك
وبعد ان انتهت من تبديل ثيابها اتجهت نحو المطبخ لتحضر طعام العشاء بشرود

وبعد وقت ليس بالطويل سمعت صوت باب المنزل يفتح ومن بعده صوت انهيوك ينادي على اسمها
ازدردت لعابها بصعوبة وهي تسمع خطواته يتقدم نحو المطبخ ليتوقف عند الباب بملامح متعجبة
اتكئ على حافة الباب وهو يكتف ذراعيه ليسألها بفضول

انهيوك : لماذا غادرتِ العمل مبكراً ولم تنتظري ان اتي لأخذك كالعاده ؟

تكلمت بدون ان تنظر اليه : غادرت باكراً ولم ارغب بإزعاجك

انهيوك بقلق : لماذا هل انتِ بخير ام ان هناك خطب ما معك ؟

حركت رأسها نافية : انا بخير تماماً ، اذهب لتبدل ثيابك وسيكون الطعام جاهزاً

قطب حاجبيه وهو يراقب حركاتها غير المتزنة وهي تعمل بارتباك متحاشية النظر اليه رغم انه يحدثها

تكلم بصوت جاد : ما بكِ سومين ؛ هل تحاولين تجنب النظر الي ؟

التزمت نظراتها الأرض خجلاً منه وتكلمت بصوتِِ شبه باك : لا ..

انهيوك : انظري الي اذاً !

شدت قبضتها بغضب من نفسها قبل ان تركع على قدميها امام عينيه باذلال تام وشحته دموعها التي تقهقرت فوق ملامحها المتأسفة
بينما اتسعت عينيه بتعجبِِ من فعلها واعتدل بجسده دون ان يقوى على التقدم خطوة منها وهو يستمع لكلامها الباكي

سومين : اجل انا لا يمكنني النظر في وجهك ؛ اشعر بالخجل منك والعار من نفسي
لقد خذلتك ، فقدت سيطرتي على نفسي واذيتك في غيابك ؛ اغفر لي ارجوك رغم ان خطأي لا يغتفر ..!!!

تكلم بصوت مسلوب : ما الذي تتفوهين به وما الذي تعتذرين عنه ، لماذا تبكين هكذا اخبريني ؟؟

ازداد نحيبها وهي تتكلم بصوت متقطع بسبب الدموع التي تحشرجت في حلقها : لقد ذهبت اليوم لمنزل دونغهي

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن