الفصل الثاني

1K 112 56
                                    

تخطته مبتعدة لكنه لم يكتفي منها بعد ؛ لازال لديه الكثير ليسأل عنه
لازال بجعبته الكثير من الاعتذارات والتصريحات ، ولازال اعترافه الذي لم تمنحه الفرصة بقوله عالقاً في حنجرته ليخنقه

امسك ذراعها ليمنعها من متابعة سيرها ؛ لا يمكنها ان تكون بهذه القسوة
بعد ان اختفت كل تلك السنوات كيف يمكنها ان تظهر من العدم ثم تختفي كالفقاعات مستغلة دهشة عثوره عليها !

دونغهي بحدة : لم انتهي بعد .....

اعادت نظرها البارد اليه ، لم يجد في عينيها اي تساؤل او استفسار
لا يوجد لديها اي فضول حوله ؛ لا يهمها حتى كيف عاش حياته من بعدها وهذا يؤرق قلبه الذي مذ غادرته وهو يجوب طرقات الفراغ بحثاً عنها

سومين : انهيوك ينتظرني في الخارج ..

دونغهي : ألازلت تحبينني كما كنتِ في اخر لقاء لنا ؟

اتسعت عينيها وارتعشت اطرافها ؛ شعرت ان دماءها تغلي وتكاد تتبخر من جسدها
هو لا يملك الحق بأن يسألها عن شعورها الذي جرحه كثيراً حتى بات حبها راية ممزقة لبلادِِ مهجورة

سحبت ذراعها من يده بقوة وتكلمت بثبات : انت لا تهمني البتة

لم تنتظر لسماع رده او رؤية عينيه المغشاة بالدموع قهراً وألماً على خسارته الفادحة
خرجت بخطواتِِ سريعة واتجهت الى حيث يجلس انيهوك مبتسماً
لكن ملامحه تبدلت في الحال عندما رأى شحوب ملامحها المنذرة بالبكاء

انهيوك بقلق : هل انتِ بخير ؟

سومين : ايمكنك إلغاء هذا العقد ؟

انهيوك : العقد .. ! لماذا أهناك مشكلة ما ؟

حركت رأسها نافية وهي تحاول اخفاء حزنها عن عينيه القلقتين : لا فقط لم يرق لي ذلك الرجل

ابتسم بلطف : لا تقلقي فأنا من سيكون عليه مقابلته كثيراً والعمل معه ولن تكوني بحاجة للاحتكاك به ابداً

سومين : هل اتممت توقيع العقد إذاً ؟

انهيوك : لقد قبل بتوقيعه منذ لحظات بعد ان ذهبتي للمرحاض وهذا يجعل امر الغاءه صعباً

زفرت انفاسها بقلة حيلة فتمسكت كفه بيدها ليبث لها حنانه الذي اغدقه عليها مذ عرفته

انهيوك : ما الأمر حبيبتي ؟

ابتسمت بلطف والتفت من خلفه لتحيط عنقه بذراعيها وأسندت صدغها الى خاصته لتتكلم بلطف : أنسيت انك دعوتني لتحتفل بمناسبة قبولي في العمل !

ابعد وجهه عنها قليلاً ثم طبع قبلة حانية على يمين خدها ليتكلم : وكيف انسى ذلك ، بما انه انهى توقيع العقد فسيغادر بعد قليل وعندها ستكون الليلة كلها لك تدللي كما تشائين

سومين بابتسامة واسعة : ثق بأنني سأفعل

قهقه بخفة على عفويتها وجرأتها الملفتة ، هو الذي أحبها كما هي دون ان يرتجي منها سوى ان تحبه بذات القدر في المقابل ..
ومن بعيد كان ذلك الشاب يقف بشحوب ؛ تعلقت عينيه في ابتسامتها وعاودت ذكرياتهما معاً تتقافز الى مخيلته

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن