الفصل الحادي عشر

886 155 44
                                    

لم تعلم ان ذلك الرجل الاخر يقف امام باب غرفتها المفتوح قليلاً يستمع الى محادثتها بسكون وقلب يتمزق الى اشلاء لصوت دموعها وما يشهده من لهفة في نسمات صوتها وهي تكلم حبها الأول بعد منتصف الليل بقلق وحزن ..

دفع الباب ليدخل بعد ان سئم الصمت فانتفضت في مكانها بقلق لرؤيته
ملامحه الهادئه توحي بضيقة وتخبرها بانه سمع ما دار بينهما من حوار

تكلمت بصوت مسلوب : لا تفهم الأمر بطريقة خاطئة ..

مد كفه لها بدون ان يعلق بحرف فوضعت الهاتف براحة كفه ملتزمة الصمت من ناحيتها
اغلق الهاتف بدون ان يضعه على اذنه واكتفى بالتحدق فيها ونظراته تدينها بخيانة علاقتهما وتحطيم قلبه ...

تكلم بعد ذلك الصمت الذي هدم اعصابها : ما به ؟

علقت بصرها بالأرض وهي تجيبه : انه ثمل ليس بوعيه ، وهو يقف امام منزلي ، اخشى ان ..

قاطعها بهدوء : أهو وحيد هناك ؟

سومين : اجل

انهيوك : ذلك لا يبرر له ان يحدث فتاة رجل اخر في هذا الوقت المتأخر من الليل

سومين : انه بحالة يرثى لها لذلك ..

انيهوك : سأذهب اليه واعيده الى منزله ، لا حاجة للقلق

تركها وغادر بهدوء دون ان يضيف حرفاً اخر ينخر عظامها ويمزق روحها
رغم كل شيء لازال هو ذلك الرجل المثالي ؛ حتى عدوه الذي يحاول سلبه فتاته ذهب ليساعده دون اعتراض فقط من اجلها

جلست على حرف السرير باكية ؛ كيف تنصفه وقلبها لم يتخذ جانبه وينبض له رغم احتوائه لها واهتمامه بها ؟!
لماذا تكون اختيارات القلب عجيبة هكذا دائماً !
لماذا تصر مشاعرنا على التعلق بمن يؤذوننا وتنأى بنا عمن يحبوننا ويبذلون الروح من اجلنا ؟

اما هو فكان يقود سيارته بذهن شارد وقلب مشتت
فاقد هو لخطواته ؛ لا يعلم ما الذي يحاول فعله او اثباته !
على الرغم من حرائق قلبه على ما شهد من لهفة في عينيها على رجل غيره فهو بنفسه تبرع ان يعتني بذلك الرجل !!'

رفع كفه ليضغط على جبينه وهو يزفر انفاسه بهدوء قاتل يفتك بقلبه
هو اعتاد الهدوء امام ضربات الحياة الكثيرة نحوه رغم ان هذا الهدوء يهلك دواخله
يجيد ان يمنحها بقدر حبه لها حتى لو كان ذلك على حساب سعادته ..

وصل منزلها اخيراً فركن سيارته جانباً وترجل منها ليحدق بذلك الذي كان يسند جسده الى باب المنزل ويسدل عينيه بارهاق
كيف يمكنه ان ينام براحة هكذا بعد ان سلبه سعادته بها وبات موشكاً على ان يسلبه اياها !

هو يدرك جيداً ما يتسطر في حروف عينيها ؛ يعلم ان ذلك الحب بداخلها لم يكن ملكه يوماً
ويعلم ان دونغهي هو رجل احلامها المنتظر وفارسها المغوار بينما لم يكن سوى حارساً منقذاً ليوصلها الى يد اميرها ...

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن