الفصل الثالث

932 113 68
                                    

فتح الباب ليدخلا منه ، أقفله و هيلين تقدمت نحو الداخل و تركته خلفها
وضعت حقيبتها على الطاولة ثم ذهبت نحو المطبخ و أخذت كوب ماء شربته و هو تقدم خلفها ليفتح ربطة عنقه بدون أن يزيلها
اقترب منها و حاول معانقتها من الخلف و لكنها تملصت من حضنه و أبعدته عنها و تحدثت بنوع من البرود

هيلين : سوف آخذ حماما

حاولت السير و الاختفاء من أمامه و لكنه أمسك كفها و تحدث بينما ينظر إلى عينيها و هي تشيح بعينيها : هيلين ما بكِ ؟

هيلين : لا شيء فقط متعبة

قالتها لتبعد كفه عن ذراعها و هو فعلا شعر بالغضب يجتاحه ، فأكثر شيء يكرهه أن تخفي عنه ما يؤذيها و يؤلمها و هي الآن لا تفعل شيء سوى هذا الذي يكرهه فعاد و أمسك بذراعيها معا و بقوة ليحدق نحو عينيها بنظراته الغاضبة

تشانيول : لا هيلين ليس التعب فقط  ، أنت منزعجة و كثيرا و تعلمين أنني أغضب عندما تخفين عني ما يزعجك أو يؤلمك

بادلته النظرات لتمتلئ عينيها مباشرة بالدموع فهي تذكرت تلك الفتاة بورا قريبته التي تعلقت برقبته
في تلك اللحظة رأت قدرا آخر هي لا تريده ، قدرا يجعلها خارج حياته و بورا هي من تحتل مكانها و هذا ما جعلها تتحدث بصوت باكي و لائم له

هيلين : لماذا رقصت معها ، تعلم أنها معجبة بك فلماذا تفتح لها أذرعتك و تمنحها الآمال في الحصول عليك ؟

حاول السيطرة على نفسه و ابتسم بين سخرية و غضب و عدم تصديق ليتحدث : بورا معجبة بي أنا ؟؟؟

ابعدت كفيه عنها و تحدثت بغضب بينما دموعها تحررت فعلا : نعم هي معجبة بك بل تحبك و تريد أخذك مني لأنني أحرمك من اشياء كثيرة

ضمها بسرعة لقلبه فهي أنثى يتملكها شعور الغيرة و مع حالتها يتملكها شعور الضعف و النقص و هو لا يريد أن تشعر بالنقص لا يريد أن يخسرها حتى تملأ نقصهما

تشانيول : لا تتحدثِ هكذا هيلين فأنت فرحتي و سعادتي أنت اكتمالي ولن يضاهي أي نقص ؛ نقص عدم وجودك بحياتي

و هي كانت متمسكة به و تبكي بقهر فكل شيء يدينها و أهم هذه الاشياء هي كلمات والدته و نظراتها و حتى أفعالها التي تتعمد القيام بها
هي بالتأكيد لن تقف بهدوء و صمت إن علمت أن هيلين هي السبب في عدم حصولهما على طفل حتى الآن

تشانيول : لا تهتمي لكلام أي أحد ما يهمك هو أنا و قلبي الذي لن يكون إلا بكِ

في تلك اللحظة هي أبعدته عنها لتركض نحو الحمام بسرعة لحق بها ليجدها تسند ركبتيها على الارض و تخرج كل ما كان بجوفها فانحنى ليربت على ظهرها أما هي فقد واجهت وقتا صعبا مع دموعها
ابتعدت أخيرا ليساعدها في الاستقامة ثم حاول أن يغسل وجهها و هي وضعت كفها على راسها بسبب الدوار القوي الذي سيطر عليها

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن