الفصل الثامن

786 143 42
                                    

ابتعدت سيارته عن الحي و هي مسحت دموعها الغزيرة ، التفتت لتسير نحو الباب و فتحته لتقابل والدتها تحمل صينية بها طعام من أجلها ، تجاهلتها و حاولت المرور من قربها لتضع والدتها ما كانت تحمله بسرعة على طاولة كانت تحمل فوقها مزهرية و أمسكت بذراعها لتتحدث

السيدة كيم : إلى أين هيلين ؟

وضعت هيلين كفها على كف والدتها و أبعدتها عنها لتتحدث بهدوء و سخرية : كوني مطمئنة أمي لن أهرب إلى زوجي !

تركتها خلفها و نزلت عبر الدرج ثم سارت بلهفة نحو الباب ، فتحته لتخرج و تسير بالممر الحجري في الحديقة حتى تصل للبوابة الحديدية و هي ترى باقة الورود على الارض
فتحت الباب و خرجت
انحنت لتحملها ثم استقامت و هي تحدق فيها بشوق ، ضمتها اليها و همست : سامحني حبيبي لأنني ضعيفة ..

ثم عادت للداخل و هي تحتضنها ..

على قارعه الطريق المظلم في احد الشوارع الفارغة ؛ كان ذلك الرجل يسند رأسه الى مقود سيارته مشتت الذهن
الكثير من الأفكار المتضاربة تتزاحم في عقله فتثقل على صدره

هو يحبها ؛ منذ اللحظة التي وقعت عينيه عليها كان قلبه قد سقط بين كفيها
لكنه يعلم منذ البدايه ان قلبها ملكٌ لرجل اخر وهذا ما جعله يتمهل معها حتى الان
بنى احلامه عليها ؛ رسم اماله بأن يتوغل في قلبها ويحتل مساحاته حباً مزيلاً اي اثرِِ لرجل اخر ..

لكن .. هل يستطيع فعلها حقاً ؟
ان تستمر على حبها لذلك الرجل حتى بعد جرحها الذي بكته طويلاً منه
بعد كل تلك الاعوام التي قضتها تحاول نفي حبها القديم تمكن من لمحه بين جفنيها في لحظات وهي بين ذراعيه ..!

تنهد بثقل ورفع رأسه عن المقود ليسنده للخلف محدقاً في الفراغ
ما قالته صحيح ؛ هي معه هو الان .. لا يهم ان كانت هناك اي رواسب لحبها الأول ؛ ما يهم هو ان تبقى الى جانبه وتسمح له بازالة تلك الرواسب

هو لن يتخلى عنها ؛ لن يعلن استسلامه في بدايه هذه الحرب
كل شيء جائز في الحرب والحب .. وهو لن يوفر سبيلاً ليكون هو المنتصر بحرب هذا الحب

شغل محرك سيارته وقاد عائداً الى المنزل ؛ وبعد لحظاتِِ قصيرة فتح باب شقتهما ليجدها تجلس على الاريكة بترقب وحالما رأته وقفت بتردد تحدق فيه
عينيها الجميلتين تغزلان مئات الاعتذارات ؛ تتعلقان به كأنهما بانتظار حكمه النهائي ..

تحركت قدميه بدون وعي منه ليتقدم نحوها بسرعة ثم ضمها بقوة
أدخلها في حنايا صدرة بكل الحب الذي يفرد جذوره في قلبه
احاطها بذراعيه وشدد احكامه عليها وكأنها معجزة ستختفي من بين يديه لتتحول الى غبار اذا لم يتمسك بها جيداً

وما كان منها الى ان تتجرع دهشتها بسرعة ؛ رفعت كفيها لتمسك بظهره وتربت عليه بحنان
هو لم يكن متهوراً معها يوماً ؛ اعتاد التعقل والاتزان
منذ البدايه كان معها محافظاً ولم يتخطى حدوده معها احتراماً لشعورها

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن