Part 8

1K 148 58
                                    

مع اشراقة صباح هذا اليوم ، كان يحمل فنجان قهوته و يقف أمام باب شرفته الزجاجي
ابتسم و هو يقرب الفنجان من شفتيه ثم ارتشف منه القليل و ابعده ليخرج هاتفه من جيب سرواله الكلاسيكي الاسود و دخل لجهة الاتصال و اتصل بسومين منذ الصباح
فهو قد رأى انزعاجها عند رؤيتها لدونغهي ولا يجب أن يكونا بذلك الضعف !

لبثت قليلا فقط حتى أجابت بنوع من الملل ؛ فبدأ في الكلام : مرحبا سومين

سومين : صباح الخير دكتور

تشانيول : اتصلت حتى أخبرك أنك ستعاملين دونغهي كما اعتدتي

سومين : ماذا ؟ و لكنني غاضبة منه !

تشانيول : لقد فكرت كثيرا و تعلمين ؟ لقد وجدت أن الخطأ خطأنا نحن

سومين : كيف خطؤنا ..... لمجرد أننا وقعنا بالحب معهما يعتبر هذا خطأ ؟

تشانيول : بالطبع لم أقصد هذا بل خطأنا يتجلى باهتمامنا المفرط بهما

سومين : و لكن هذه أصبحت عادة !

تشانيول : بالضبط ...... أنت ستعاملين دونغهي بصورة اعتيادية بدون أن تظهري له انك غاصبة منه أو أن تصرفه قد اثر بك عندها هو سيشعر بالخطر و ليس أنت

سومين : و ماذا ستفعل أنت مع الآنسة هيلين ؟

تشانيول : هيلين ....... كما أحطتها باهتمامي سأحيطها باهمالي و برودي و سنرى كيف ستصمد

عند دونغهي الذي كان يقف متكئاً على سيارته الحمراء الفارهه
يكتف ذراعيه الى صدره ويحدق بمدخل منزلها بانتظار خروجها متوجساً
يحاول ترتيب الكلمات المشوشة في عقله وصيغ جمل مفادها اعتذاره عما حدث في الأمس وهو يرجوا ان ينال صفحها

لم يتمكن النوم من ملامسة جفونه طيلة المساء ؛ كان منشغلاً بلوم نفسه على انشغاله عنها
حتى لو كان يقوم بما وجب عليه فعله اتجاه شخص مريض فهو بذلك خذلها هي التي لا تملك شخصاً غيره ...

تنهد بغضب وهو يشد قبضته بقسوة ، تذكر تلك النظرات التي رمقه بها الدكتور بارك قبل مغادرته تشعل فتيل قنبلة موقوتة تختبئ في ثنايا صدره
يكاد الغيظ يهشم دواخله لانه تقدمه بخطوة وكان هو من يساند فتاته في غيابه وجعله يتقن دور الرجل الثانوي في حياتها

من الناحية الأخرى كانت سومين قد انتهت لتوها من الاستحمام
ارتدت ملابسها الشبابية الواسعه وعدلت شعرها الناعم بيدها قبل ان تغادر مبتسمة

لمحته يقف بعيداً امام سيارته فاتسعت ابتسامتها وهي تتقدم منه لتلفت انتباهه
رمقها بنظراتِِ اسفة منتظراً غضبها او ربما تجاهلها له
لكنها خالفت توقعاته عندما قفزت من فوق باب سيارته المكشوفه كعادتها لتجلس في مقعدها

تكلمت مبتسمة : هيا بنا وإلا تأخرنا على المحاضرة الأولى

رمش بعينيه عدة مرات متعجباً قبل ان يشير بالموافقه وصعد في مكانه ليقود بصمت وتعجب
يسترق النظرات لها خلسة ليراقب ابتسامتها التي لم تخفت ويدها التي ترفعها ليداعبها الهواء بنعومة
تبدو حيوية ومشرقة بشكل مغاير لما كان يتوقعه وهذا ما دعاه ليتنحنح فيلفت انتباهها

انتِ لي  ||  ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن