الفصل الثالث
دلفت الي بيتها بخطوات بطيئة و الابتسامة تغزو شفتيها، اغلقت الباب بقدمها قبل ان تخلع حذائها ذو الكعب العالي و تلقي بجسدها علي الاريكة المقابلة للباب.تعالي رنين هاتفها فأمسكت به لتنظر الي اسم المتصل بابتسامة واسعة ثم تجيب بنبرة خافتة ذات بحة مميزة :
_ايوة يا حبيبي
_وصلتي يا حبيبتي!
_لسة داخلة دلوقتي حالا... انت قربت توصل!
_انا في الاوتيل اساسا
_غريبة يعني تكلمني هناك! بنتك مش موجودة!!
تشدقت بها بسخرية قبل ان يصدق حدسها بقوله :
اه نايمة، من ساعة ما جينا و هي بتنام كتير اوي!
_ااااااااه نايمة.. ما انا قولت مش هتتصل بيا و هي معاك
قالتها متهكمة بينما زفر هو بثقل قبل ان يجيبها بنبرة هادئة :
_كلها الفترة دي بس يا حبيبتي .. و بعدها كل الناس هتعرف عنك و اولهم ولاديصمتت قبل ان تخرج منها تنهيدة عميقة ثم اجابته بابتسامة :
_و انا مستنية اللحظة دي تيجي بفارغ الصبر
_هتيجي..
ظلا يتسامرا قليلا حتي مر الوقت بسرعة قبل ان يغلق هو معها متحججا برغبته في النوم بينما ظلت هي جالسة علي الاريكة تتخيل حياتها المستقبلية بصحبة (سالم) ذلك الرجل الذي يكبرها بما لا يقل عن عشرون عاما!
و رغم انها صغيرة بالنسبة له و لكنها لم تبالي! فقط يكفيها بأنها ستعيش حياة كريمة و تخرج من حياتها المزرية تلك!
ستكون زوجة لسالم لبعض الوقت و حين تأتي اللحظة المناسبة ستبتعد عنه بعد ضمانها بأنها لن تعود الي تلك الحياة كريهة مجددا
و حينها ممكن ان تتزوج بشاب يليق بها!
و رغم ان (سالم) لا يبدو عليه كبر السن ابدا! و لكنها بالتأكيد لن تتحمل العيش معه و مع اولاده الذي يقاربونها في العمر!
هي فقط ستحظى معه ببعض الوقت حتي تضمن حياة مترفة بعد انفصالها منه
و ذلك الأمر سهل.. سهل جدا في الواقع
*******
_ و بعدين يبني! مش هتتقدملها؟كانت تلك جملة (رامي) المستنكرة عندما سرد لها صديقه حال حبيبته الذي لا يبشر بخير في الفترة الاخيرة، وجد (آسر) ينظر له بضيق قبل ان يقول بنبرة متهكمة :
_يعني فكرك هيوافقوا لما اروح لوحدي و انا ابويا عايش!
_انا مقولتش اتقدم بس افتح معاهم سكة!
_ ما انا فتحت معاهم سكة قبل كده و قولتلهم اني ناوي اتقدملها و معايا ابويا
استند بظهره علي الاريكة قبل ان يغمض عينيه بيأس قائلا :
_انا تعبت يا رامي و مش عارف اعمل ايه! حوار ابويا ده عاملي مشاكل
تنهد (رامي) قبل ان يربت علي كتف صديقه قائلا بمواساة :
أنت تقرأ
رواية حب من نوع آخر
Romanceكان وحيدا ابويه .. عاني من تفكك أسري لا ذنب له فيه و رغم وحدته التي فرضت عليه بل و وجود أب حاضر غائب الا انه اعتاد الأمر .. حتي جاء والده أخيرا ملقيا علي عاتقه مسئولية فتاة لا يعلم عنها شيئا سوي انها شقيقته !! شقيقته ! هذا ما لم يعتاده ابدا ... و...