الفصل الخامس
استيقظت بعد عدة ساعات من النوم المتقطع ..
سيطرت عليها احاسيس غريبة .. تشعر و كأنها في حلم
و لكنها لن تستيقظ منه !
قامت بتكاسل لتخرج من الغرفة لتجده يجلس علي الاريكة و قد بدي علي وجهه الارهاق الشديد ..
يبدو بأنه يعاني من نفس احساسها
اقتربت من الاريكة ثم تنحنحت فخرج من شروده قبل ان ينظر لها بتعب ثم يحيد ببصره عنه ..
زمت شفتيها بشفقة قبل ان تقترب و تجلس علي طرف الاريكة علي استحياء ثم تتنحنح قائلة بحرج :
_ صباح الخير
لاحت علي شفتيه ابتسامة متهكمة جعلتها تقول بنبرة مجهدة :
_ بص .. انا مقدرة كل اللي انت حاسس بيه و عارفة انت بتفكر في ايه .. عشان انا ببساطة زيك
_ انتِ عمرك ما كنتي زيي ! ولا هتكوني
قاطعها بصرامة جعلتها تقضب حاجبيها بغيظ قبل ان تقول :
_ و انت عرفت منين ! انت لسة شايفني امبارح !
_ عادي ! اللي يخليني اعرف ان ليا اخت في يوم يخليني اتوقع كانت عايشة ازاي في اليوم اللي بعده !!
_ علي فكرة انا برده مكنتش اعرف حاجة .. بابا مقاليش غير بعد وفاة ماما !
_ مامتك ميتة ؟
سألها باستفهام فنظرت له بحزن قبل ان تتجمع عبرات في عيونها و تزم شفتيها باسي لتقول بنبرة اوشكت علي البكاء :
_ ايوة .. ماتت من شهر و شوية
_ الله يرحمها
و رغم انه لا يقبل تلك الفتاة التي تكون اخته ! و لكنه لن ينكر تعاطفه معها !
فهو يعلم شعورها جيدا .. جدا !
اومأت له (لونا) قبل ان تتابع :
_ انا عارفة انك متضايق .. و ان وجودي مش مرغوب فيه
لم يعقب علي قولها فصمتت للحظة ثم قالت له :
_ بس صدقني انا برده مش راضية عن وجودي هنا !
مال بجذعه قليلا ليقاطعها قائلا بضيق :
_ بس خلاص وجودك بقي أمر واقع .. و لحد ما نشوف انتِ هيحصل فيكي ايه هتقعدي معايا هنا ! و لو اني معرفش بابا المفروض هيكون بيعمل ايه !
_ انت اسلوبك مع بابا مش حلو علي فكرة
ابتسم لها بسخرية ثم قال بتهكم :
_ ما انا قولتلك مكانش فاضي يربيني !
قضبت حاجبيها بغيظ شديد لتقول له بضيق :
_ اهو بص ! اسلوبك مش حلو خالص .. ده باباك !
_ بصي يا بنتي ! عشان بس نكون خالصين .. بما انك هتقعدي تنوريني هنا فهقولك علي كام حاجة لو تكرمتي يعني تمشي عليها لحد ما نشوف اخرة الموضوع ده ايه !
كادت ان تتكلم و لكنه قاطعها مشيرا بسبابته :
_ اول حاجة متدخليش في اي حاجة متخصكيش !
ثم تابع بابتسامة شريرة :
_ تاني حاجة بقي و الاهم .. انك لازم تقعدي هنا بلقمة عيشك !
_ مش .. فاهمة !
قالتها بعدم استعياب فتابع بثقة :
_ يعني بما انك بقيتي في بيت اخوكي .. يعني بيتك ! يبقي لازم تهتمي بيه !
ثم تابع متهكما :
_ كنس مسح مواعين .. كده يعني !
حسنا فهو يجب ان يستغل وجودها في منزله ، فيكون انتقم لسبب يجهله و ليريح نفسه من عبء البيت في آن واحد !!
خطة شريرة و لكنه سعيد بها ..
_ انت فاكر نفسك جايب house keeper !!
قالتها بحدة فقال ببرود :
_ لا بس انتِ مش هتقعديلي هنا و كمان انا اللي هنضفلك و اكنسلك !
ثم تابع بلا مبلاة :
_ ثم ان انا بشتغل .. فيعني بديهي جدا ان انتِ اللي هتهتمي بالبيت و الاكل
_ طب علي فكرة انا في جامعة ! و محتاجة اذاكر لان دي اخر سنة ليا و انا جاية هنا متأخرة و هحتاج الم اللي فاتني !
قالتها بغيظ فقال لها بسخرية :
_ و انا بشغلي هجيب الفلوس اللي هضطر اصرف عليكي بيها !
_ و انا بدراستي هلاقي شغل كويس عشان محتاجش لفلوسك اللي هتضطر تصرف عليا بيها !
_ بقولك ايه انا لسة شايفك امبارح فمتعمليش فيها اختي بجد و تبتدي تقاوحي عشان انا خلقي ضيق و مش فايقلك !
_ انا اختك بجد اصلا .. مش كده و كده
قالتها بتسلية و هي تنظر له بانتصار فزفر بضيق قبل ان يقول مغتاظا :
_ انا اللي عندي قولتهولك ! مش عاجبك روحي لابوكي !
_ مهو باباك هو كمان !!
حدجها بسخط فصمتت بخوف قبل ان تقول بعدها بتوسل :
_ طب بليز نقسم الحاجة ما بينا ! انا عمري ما عملت شغل البيت اللي بتقول عليه ده !
_ طبعا ما تلاقي مامتك كانت مدلعاكي ! الله يرحمها يعني
زمت شفتيها بحدة قبل ان تقول بغضب :
_ متجيبش سيرة ماما !
_ متقلقيش احنا مش هيبقي بينا كلام اصلا عشان اجيبها او مجيبهاش !
قالها بضيق شديد قبل ان يقوم و يتركها متجها الي غرفته ..
مضي عدة دقائق قبل ان يخرج من غرفته بعد ان بدل ثيابه ليجدها جالسة علي حالها فقال لها بغيظ متجها الي الباب :
_ انا نازل شوية .. متفتحيش لحد !
_ انا مش صغي...
بتر جملتها صفقه للباب بعنف فجفلت هي قبل ان تنظر للباب ببلاهة ثم تعود بظهرها مستندة علي الاريكة قائلة بضيق شديد :
_ ايه يا ربي الاخ اللي وقعت فيه ده !
*******
سيطر الضيق و الحزن عليها عقب مكالمتها الاخيرة مع (آسر) لم يتحدث معها بذلك الاسلوب من قبل !
حسنا هي تعلم بأنه غاضب منها ! و لكنها لم تكن بأول مرة ..
تنهدت بأسي قبل ان تستمع لطرقات علي بابها يصحبها دلوف والدتها الي غرفتها قائلة :
_ يا بنتي مالك ! انتِ طول اليوم قاعدة في اوضتك !!
تململت (ديما) في جلستها ثم عقدت ذراعيها امام صدرها بضيق قبل ان تقول بتجهم :
_ مفيش حاجة يا ماما
اقتربت والدتها من الفراش و جلست علي حافة السرير قبل ان تربت علي يدها قائلة بحنو :
_ في حاجة حصلت بينك و بين آسر !!
اغمضت عينيها بضيق ثم فتحتهما و هي تنظر لوالدتها بغيظ قبل ان تومأ بسرعة و بقوة قائلة بلوم :
_ اه في ! و بسببكوا و بسبب اللي اسمه سامر ده ... خلاص بقيتوا مبسوطين دلوقتي و انتوا شايفني كده !
نظرت لها والدتها بحزن قبل ان تحدجها بعتاب قائلة بنبرة لينة :
_ ازاي يا ديما تقولي كده ! يا حبيبتي انتِ بنتنا .. و اكيد عمرنا ما هنحب اننا نشوفك زعلانة
لم ترد (ديما) فتابعت والدتها :
_ يا حبيبتي احنا قلقانين عليكي ..
ثم تابعت :
_ خلاص لو انتِ فعلا واثقة فيه كلميه و صالحيه و حاولي تخليه يعجل من موضوع ابوه ده عشان خاطر ابوكي .. و انا هبقي احاول اقنعه انه يوافق عليه بس هو يجي مع ابوه الاول !
ابتسمت لها بسعادة قبل ان تقول لها بأمل :
_ بجد يا ماما !
_ بجد يا حبيبتي .. ده انتِ بنتي الوحيدة !
ثم تابعت و هي تنظر لها بعتاب :
_ مع اني مش مقتنعة بيه ولا بحكايته بس انا مش هحكم عليه غير لما اكلمه و اشوفه الاول
ضحكت (ديما) بسعادة كبيرة قبل ان تغطي شفتيها بكلتا يديها بفرحة ثم تحتضن والدتها قائلة :
_ متقلقيش يا ماما انا واثقة انك هتحبيه .. صدققني هو شخص كويس جدا
ضحكت والدتها قبل ان تحتضنها و تربت علي ظهرها قائلة بابتسامة :
_ ماشي ياختي اما نشوف اخرتها انتِ و آسر بتاعك ده
أنت تقرأ
رواية حب من نوع آخر
Romanceكان وحيدا ابويه .. عاني من تفكك أسري لا ذنب له فيه و رغم وحدته التي فرضت عليه بل و وجود أب حاضر غائب الا انه اعتاد الأمر .. حتي جاء والده أخيرا ملقيا علي عاتقه مسئولية فتاة لا يعلم عنها شيئا سوي انها شقيقته !! شقيقته ! هذا ما لم يعتاده ابدا ... و...